إلى أصحاب وقفة الكرامة في إضراب الكرامة

إلى أصحاب وقفة الكرامة

في إضراب الكرامة

م. هشام نجار

المنسق العام لحقوق الإنسان - الولايات المتحده 

najjarh1.maktoobblog.com

إخوتي وأخواتي في داخل الوطن وخارجه

إجتازت ثورتنا المباركه تسعة اشهر من عمرها قدمت خلالها خيرة أبنائها قرباناً على مذبح الحريه والكرامه وبفضل تضحيات هذا الشعب البطل وصل قطار الحريه أو كاد إلى محطاته الأخيره .

واليوم ايها الإخوة والأخوات طور هذا الشعب الرائع من نضاله مستلهماً من الإضراب الذي نفذه اباؤنا وأجدادنا في عهد الإنتداب الفرنسي في أوائل عام ١٩٣٦ والذي إستمر ستين يوماً متواصله وفي ظروف كان للمحتل ضوابط أخلاقيه مع إستثناءات إجراميه بعكس ما يقدم عليه اليوم المحتل الأسدي حيث لا ضوابط أخلاقيه ولا أخلاق ولاقيم... فلم تكل عزيمة الآباء والأجداد ولم تصمت حناجرهم ولم تكل سواعدهم ولم يتراجعوا عن مطالبهم في تحقيق الإستقلال الناجز فكان لهم ما أرادوا.

 في ذلك الزمان أيها الأعزاء قام القادة الوطنيين بحملة احتجاجات ضد السلطة الفرنسية المنتدبة واندلعت شرارة المواجهات وامتدت سريعا إلى مختلف المحافظات السورية وإستمر هذا الإضراب قرابة الستين يوما حيث امتنع الموظفون عن الذهاب إلى عملهم وغلّقت المحال أبوابها ,فعمدت القوات الفرنسية في محاولة جاهدة منها لكسر الإضراب إلى قيام جنودها بخلع أقفال المحال التجارية وذلك لإجبار التجار على الدوام فيها. ورغم إستعانة المحتل بشبيحته ليعيثوا فيها نهباً الا أنه ثبت بالدليل القاطع انه لم تقع جريمة واحده لا صغيرة ولا كبيرة في جميع أنحاء البلاد خلال شهري الإضراب !! ولعبت المرأة السورية دورا بارزا في تقديم الدعم " اللوجيستي " للإضراب من خلال مشاركة العديد منهن في المظاهرات واستثارة النخوة والحمية عند اشتراكهن في تشييع جنازات الشهداء الذين يسقطون في ساحات الصدام مع الانتداب ... وكانت النساء تطل من شرفات البيوت فيزغردن وينثرن ( ماء الورد ) على مواكب المتظاهرين وتطوع العديد منهن لإيصال الإعانات الغذائية والمادية للأسر المتضررة وتم إيداع العديد منهن في السجن مثل: حفيظة بنت مصطفى اللحام و أديبة بنت محمود العواد ... 

إخوتي وأخواتي في داخل الوطن وخارجه

 وأنتم تستلهمون اليوم وقفة الكرامه لآبائكم وآجدادكم في إضرابهم الستيني عام ١٩٣٦ ضد قوة الإحتلال الفرنسي فإنكم تبرهنون على أنكم لاتقلون شجاعة وإقداماً وإصراراً عن آبائكم وأجدادكم بل تفوقتم عليهم في تضحياتكم لأن عدو اليوم أجرم وأقذر وأفسد من عدو الأمس , مع مفارقه إضافيه هي أن عدو الأمس جاء غازياً من خارج الوطن ,وعدو اليوم يدعي انه من أبناء الوطن.

إخوتي وأخواتي

لقد حققتم اليوم بإضرابكم الذي عم كل محافظات القطر نجاحاً رائعاً  ادهش صديقكم قبل عدوكم ,وسيبرهن هذا الشعب البطل انه في طريق العصيان سائر حتى يصل قطار الحريه قريباً إلى محطته الأخيره فنعلن إنتصارنا الكبير على أفسد وأجرم نظام عرفه التاريخ.  

ثم نبدأ معاً بإذن الله مسيرة الحياة الكريمه...وإننا بإذن الله لهدفنا لواصلون

مع تحياتي