الفشل التعليمي والتربوي الكارثي في إيران

المركز الإعلامي للجبهة

تقرير المركز الإعلامي للجبهة

تباعا لتقريرنا السابق الذي انتشر على موقع الجبهة " الفقر في ايران تسبب لترك 7 ملايين و 135 الف طالب صفوهم هذا العام!، جاءت الدراسة التالية" الفشل الدراسي 25% وتاركي المدارس 37%"، جاءت على موقع "ايرانيار" بتاريخ 15 اكتوبر الماضي، وكانت الدراسة متعمقة جدا في موضوع الفشل الدراسي في ايران الذي تجاوز كل الإحتمالات وهو اقرب للفاجعة التعليمية-التربوية منه لمجرد فشل دراسي، حيث تجاوزت نسبت هذا الفشل بين الطلاب الـ 62%، منهم 37% لم يسجلوا في المدارس، ومنهم 25% من الذين يسجلون في المدارس لكنهم يتركونها خلال العام الدراسي، وهذه النسبة يمكن ان تكون فريدة في العالم إلا إذا ليس هناك مدارس اصلا في في بلد ما.

هذه المشكلة بالتأكيد لها اسبابها السياسية والاقتصادية والإجتماعية والتربوية و...لكن وطبقا لعادة المواقع الإيرانية وخصوصا من يرتبط منها بالنظام، دائما يبحثون عن كفش فداء وضحية ليلصقوا به أي خسارة أو فشل دون ان يتحدثوا عن أصل المشقة وأسبابها والبحث في حل لها، حيث يبقون يدورون حول المشكلة الأساسية وما يرتبط منها بمصالحهم وبصداماتهم السياسية.

وجاء في التقرير الذي نشر داخل إيران وعلى مواقع هي جزء من إعلام النظام، جاء:37% من طلاب المدارس الإيرانية تركوا المدارس مجبرين والفشل الدراسي تسبب أيضا لفشل 25% من باقي الطلاب في المدارس، والإحصائيات تفيد ان 50% من سجناء سجون الإصلاح الإجتماعي الذين تقل أعمارهم عن 18 عام، هم من طلاب المدارس الذين يتركون مدارسهم( أي ان 50% من 62% ، وهذا يعني ان ما يقارب الـ 80% من الذين يتركون المدارس يعتقلون بسبب جرائم ارتكبوها!( أو يمكن بسبب عمل سياسي قاموا به وهذا ما لم يذكر).

التحقيقات حسب هذا التقرير تشير الى ان بالإضافة للفقر، الأعداد الكبيرة للعاطلين عن العمل من خريجي الجامعات، تسببت لقرارات عائلية نتج عنها تشويق أبناءهم لترك المدارس والتوجه لسوق العمل، حيث أنهم بالنهاية يصبحون في النهاية بدون عمل بعد إكمال دراستهم حسب ما يراه أولياء أمور الطلاب.  

كل هذا يحصل في الوقت الذي تعلن فيه السلطات ان عام 2014 سيكون عام انتهاء الأمية في إيران لمن لا يتجاوزا الخمسين من أعمارهم، لكن البحوث أثبتت ان 25% من الطلاب يتركون مدارسهم سنويا( يعني خروج مالا يقل عن 3ملايين و100 ألف طالب سنويا من المدارس) يضاف لهم من لا يسجلوا في المدارس في بداية السنة الدراسية وعددهم 7 ملايين و135 ألف كان هذا العام. هذا العدد الهائل والنسبة المئوية بالتأكيد لا توجد في أي بلد مجاور لإيران ولا حتى في العراق الذي يمر بحرب ودمار وهجرة واسعة داخلية وخارجية ولا في أفغانستان، حيث في إيران وحسب الإحصاءات، هناك 7ملايين و300 ألف لم يسجلوا و3 ملايين و100 لم ينجحون! وحتى لو كان العدد اقل من هذا بكثير، سيبقى عددا كبيرا جدا!

هذه الأرقام تحدث عنها مصطفى اقليما، رئيس اللجنة العلمية للمساعدين، وهو عضو مجلس البحث في الأضرار الإجتماعية، حيث ضمن ما اعلم هذه الأرقام وضمن إعلان انزعاجه من هذا التعداد الكبير لتاركي المدارس والصفوف الدراسية وابتعادهم عن محيطهم الدراسي، قال: الطلاب يقضون بين 7 و8 ساعات يوميا في الصفوف الدراسية وهذا هو معظم وقتهم طيلة الأربعة وعشرين ساعة، واحدث البحوث لدينا في المدارس أثبتت ان 25% من طلاب المدارس يتركون مدارسهم، وهذه الإحصائية مقلقة جدا، وليس هناك من يعرف ماذا يمكن ان يحصل لهؤلاء الطلاب بعد تركهم للمدرسة، و هم الأكثر عرضة للمخاطر الإجتماعية في المجتمع.

وجاء في نفس التقرير: ومن جانبه علي باقر زاده، نائب وزارة التربية والتعليم، قال في هذا الخصوص:  الفقر، الزواج المبكر للفتيات، الثقافة الهابطة والمشاكل العائلية هي جزء من الأسباب التي أدت الى هذه النتيجة. ويضيف نائب الوزير: وضع الفلاحة في القرى وحاجة العائلة لأولادها لعمل(وهذا تبرير لا يقنع حتى من قاله!) و وجود مدارس مختلطة للبنات والأولاد في القرى وعدم وجود مدارس إعدادية كافية في المناطق، هي أسباب أخرى خلف هذه النتيجة.

وجاء في التقرير ايضا: لكن محمد قيوم دهقاني، عضو لجنة الشئون الإجتماعية في مجلس الشورى الإسلامي يقول: السبب الرئيسي وراء ترك الأطفال للمدارس هي الأوضاع الاقتصادية، ويضيف: بعض العائلات بحاجة لمساعدة أولادها لها بالعمل بسبب عدم تمكنهم من تأمين حاجاتهم وحاجات أولادهم للدراسة، ويضيف دهقاني: عدم وجود فضاء دراسي مناسب وعدم وجود إمكانات تعليمية(مدارس) هي أسباب أخرى لترك الأطفال لمدارسهم.

ويشير الى بلوشستان ويقول: مثلا عدم تمركز الناس والقرى في بلوشستان، تسبب لمخالفة معظم العائلات لنقل أولادها من قرية لقرية بعيدة عن قراهم للدراسة ، خاصة ان الطرقات في بلوشستان ليست على ما يرام وهذا يمكن ان يتسبب لمخاطرة كثيرة للأطفال في تنقلهم.

وفي جزء من هذا التقرير المطول وتحت عنوان: "اليأس من الحصول على عمل في المستقبل وترك المدرسة"، جاء: مع بداية السنة الدراسية لعام 2011-2012( 1390-1391 إيراني) أعلن ان 12 مليون و 300 ألف طالب وطالبة بدئوا الدراسة، وهذه الأرقام تأتي في وقت يوجد فيه في إيران 19 مليون و 435 ألف شاب وشابة أعمارهم بين  السابعة والتاسعة عشرة حسب الأرقام التي نشرها مركز الإحصاء في إيران وهؤلاء كان من المفترض ان يسجلوا في المدارس. ويضيف التقرير: لكن أكثر من 7 ملايين و135 ألف طالب ليسوا قادرين على الإستمرار في الدراسة، وهذا يعني ان أكثر من 37% من الطلاب الإيرانيين، مجبرين على ترك الدراسة. ويكمل التقرير: هذا يدل على ان واحد من كل ثلاثة طلاب لم يسجلوا في المدارس سنويا.

من جانب آخر الناطق بإسم أقلية مجلس الشورى الإسلامي، داريوش قنبري يعزوا أسباب ترك الطلاب لمدارسهم ليأسهم من ان يحصلوا على وظيفة بعد التخرج لسوق العمل، ويقول: احد الأسباب لتركهم المدارس هو خوف الشباب على مستقبل بدون عمل بعد الدراسة، وأضاف: هم يرون ان ليس هناك ضمان شغلي لهم في المستقبل ولن يحصلوا على عمل يتناسب مع  دراستهم.

ويضيف قنبري: بعض الجامعات تحولت الى مراكز لإعطاء الشهادات حيث ان هناك في المجتمع من يريد الشهادة للتفاخر ولاعتبارات أخرى فقط، وهذا تسبب لضياع اعتبار الجامعات( ولا يسميها شهادات مزورة للحصول على مناصب في السلطة!). وأضاف قنبري: لا يتوفق أي بلد في العالم ان ينمو، دون ان يتمكن من حل المشاكل الفردية مع مشاكل المجتمع في آن واحد، ويضيف: لدينا خريجي جامعات كثر، لكن تعليمنا فيه إشكالات كبيرة.

ويضيف التقرير: هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها مسئول في مجلس الشورى عن الفشل الدراسي، ومع ان سبق وتحدث المسئولين عن الفشل الدراسي في إيران، لكنهم لم يعطوا إحصائيات لهذا الفشل حتى الآن(إلا هذه المرة).

وقال طهراني وهو ممثل العاصمة في مجلس الشورى، قال:  برامج التعليم غير المناسبة، والكتب الدراسية أيضا غير المناسبة،ويضيف: من جهة الصفوف فيها أعداد كبيرة من الطلاب،  وهذا تسبب لعدم تمكن المدرسين و المستشارين من استيعاب الطلاب، وهذا تسبب لترك الشباب المدارس، بالإضافة الى المخاطر التي يواجهونها بعد ترك المدرسة.

وأضاف عباسپور طهراني: هذا الفشل الدراسي كلف ميزانية إيران في عام 2008(1387 فارسي) مبلغ 420 ملیوم دولار(۴۲۰ملیار تومان). يضاف لذلك المشاكل الإجتماعية التي يواجهونها هؤلاء الشباب،  

وينتهي التقرير بالتالي: مع كل هذا، مازال وزير التربية والتعليم لم نسمع منه دليلا على هذا الفشل الدراسي وترك الطلاب لمدارسهم في السنوات الأخيرة.

المركز الإعلامي للجبهة الديمقراطية الشعبية للشعب العربي في الأحواز

‏08‏/11‏/2011