نصرة الحق لا تحدها حدود

خليل الجبالي

مستشار بالتحكيم الدولي

[email protected]

لا يغن حذر من قدر .... وما شاء الله كان ... وما لم يشأ لم يكن.

كثيرٌ من مؤيدي الشرعية وخاصة الذين أتيحت لهم الظروف أن يكونوا خارج مصر كانت أصواتهم تتعالي وترتفع فوق قمم الجبال أيام الدكتور مرسي والإخوان....

وبعد الإنقلاب العسكري في 30 سونيا خفضت تلك الأصوات ...بل أختفت تلك الوجوه تماماً من ساحة الحوار والمناقشات في الوسائل المتاحة لديها.

ولا أدري لماذا هذا الإختفاء في وقت لابد أن يعلو فيه صوت الحق ... ولا يصلح أن يأخذ فيه أهل الحق جانباً عن نصرة الحق والشرعية!!!

فإن لم يكن لهم دور الآن في نصرة المظلوم والوقوف أمام الظالم ... فمتي يكون دورهم ؟

هل يكون دورهم عندما ينصر الحق وينتشر الأمن والأمان وتتواجد مساحات من الحريات لتعلو أصواته مرة أخري بالنقد والتشكيك والرفض والقبول فقط؟

أم يكن لأهل الحق دور في الوقوف أمام الظلم والظالمين ... وأن يأخذوا الظالم علي يديه ليردوه عن ظلمه، ويردوا الحق إلي أهله؟

إن الخوف من التضيق علي العيش الذي هم فيه .... أو تواجدهم في بلاد يُؤيد فيها الإنقلاب العسكري .... أو عيشتهم مع أناس يرفضون حكم الإسلاميين قد يكون سبباً في صمتهم المميت ... أو إختفاءهم من ساحة الحق ونصرته، فهذا لن يكون مبرراً لهم، أو يعفيهم من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونطق كلمة حق عند سلطان جائر.

إن الحذر لا يغن من القدر ، وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.

إن المسلم وجب عليه ان يرفع كلمة الحق منادياً بها علي الباطل حتي يرده إلي صوابه أو يصوبه، كما وجب عليه نصرة المظلوم حتي يأخذ الحق له.

وهذا أمر الله بالنصر والثبات ( يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا إن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ ويُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) سورة محمد

ومن نكث بعد ذلك فلا يلومن إلا نفسه (فَمَن نَّكَثَ فَإنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ ومَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (10) سَيَقُولُ لَكَ المُخَلَّفُونَ مِنَ الأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئاً إنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرَّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعاً بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً (11) سورة الفتح

اللهم هلت بلغت.... اللهم فاشهد.