مصالح رائق النقري: واضطراب برهان الحدوث

مصالح رائق النقري:

واضطراب برهان الحدوث ؟؟!

د. حمزة رستناوي*

[email protected]

النص المُقاس: "الرئيس إلى اليوم لديه شعبية وأغلبية أكثر من 51%،، ما حظي به الرئيس من شعبية، لم يحظى بها كثيرون.. لذلك يجب أن يحافظ عليها .،"

المصدر: إجابة على سؤال ضمن مقابلة تلفيزيونيه لرائق النقري  مع قناة روسيا اليوم "العربية" تاريخ 6-10-2011.  لمتابعة المقابلة مع خبر مرفق على موقع روسيا اليوم ,على الرابط: http://arabic.rt.com/news_all_news/news/568451/

و يوجد تفريغ كتابي لها في موقع مدرسة دمشق للمنطق الحيوي و الحوار *

مرجعيّة المقايسة: المنطق الحيوي

(1)

*تمهيد ما قبل القياس :

-المقصود بالمصلحة هنا ما ضدّ المفسدة , و المصلحة مفهوم نسبي , فلكل كائن صلاحيّة ما في سياق ما, و الكائنات – و منه النصوص- تتفاوت في درجة صلاحيّتها.

- المُقاييس في المنطق الحيوي: هو الذي يحكم بما يتاح لعامة الناس أو عامة أهل الاختصاص الحكم به من دون أن يخالف التجربة.

- المقايسة تخص مصالح  الرسالة و ليس المرسل.و لا تعبّر  كذلك عن مصالح كامل اللقاء التلفيزيوني

- سأقوم باختيار أربع مقايسات من مقايسات المنطق الحيوي هي : القياس التمهيدي" قياس قابليّة المصالح المعروضة للقياس"- قياس سرعة البداهة- قياس حال المصالح المعروضة- قياس الجذور المنطقيّة للمصالح.

(2)

*القياس التمهيدي" قياس قابليّة المصالح المعروضة للقياس

للتذكير يتراوح الحكم على قابلّية المصالح المعروضة بين أربع درجات هي: الحد الأدنى- الحد المضطرب- الحد الوافي- الحد الكافي.

- يسأل المقاييس الحيوي نفسه : هل المصالح المعروضة واضحة و قابلة للبرهنة إثباتا أو نفيا؟

الإجابة :نعم

-يسأل المقاييس الحيوي نفسه: هل المصالح المعروضة تتحوّى ارتيابا أو تعشيشا زكزاكيّا بين مصالح ايجابية أو سلبية ؟

الإجابة :لا

-يسأل المقاييس الحيوي نفسه: هل المصالح المعروضة يمكن لعامة الناس الحكم عليها أم أنّها تتطلّب خبر اختصاصية ؟

الإجابة: تتطلّب خبر اختصاصية حصيرية في الشأن السياسي السوري

و بالمحصّلة ما سبق يبرّر الحكم عليها: بالحد الوافي

 (3)

ثالثاً: قياس سرعة البداهة:

بشكل عام يتراوح الحكم على سرعة بداهة المصالح المعروضة بين أربع خيارات:

رقم #1- سرعة بداهة متدنية التي  ترتبط بخبرات مختلف عليها , أي لا يتفق عليها عامة الناس  تلون بالرمادي 

رقم # 2- سرعة بداهة معاقة التي يرفضها عامة الناس بصرف لنظر عن أي خبرة  تلون بالأحمر 

رقم #3- سرعة بداهة خاصة  التي لا يرفضها عامة الناس وترتبط بخبرة وظيفة شرطية تلون بالأزرق 

رقم #4- سرعة بداهة كونية  هي التي يقبلها عامة الناس , وتلون بالأخضر بصرف النظر عن أي خبرة ما لم يحدث عائق

الحكم  على بداهة المصالح المعروضة : سرعة بداهة خاصّة =3

السبب: الحكم على المصالح المعروضة يتطلّب خبر اختصاصية في السياسة و الشأن السياسي السوري تحديدا.

(4)

*قياس حال المصالح

للتذكير يتراوح الحكم على حال المصالح المعروضة بين أربع احتمالات هي: عزلة- صراع-تعاون-توحيد.

الحكم: صراع   تعاون

السبب:

- جاء الحكم بمصالح الصراع كمربع أساسي : كون المصالح المعروضة تتحوّى صراعا ً مع من لا يرى أن الرئيس  ليس لديه شعبية و أغلبية أكثر من 51%, لاحظ المصالح الصراعيّة في " أغلبيّة – لم يحظى بها- يجب أن يحافظ"

- جاء الحكم بمصالح التعاون كمربع تعشيش فرعي ضمن الصراع: كون المصالح المعروضة تتحوّى مصالح انفتاح ذو توتّر منخفض عبر حثّها و تشجيع الرئيس على المحافظة على شعبيّته .

(5)

* قياس الجذور المنطقية للمصالح المعروضة

الحكم: شكل جوهراني

السبب: قرائن نفي برهان الحدوث + قرائن تأكيد برهان الفطرة.

أوّلاً: قرائن نفي برهان الحدوث:المصالح المعروضة لا تقدّم  أي قرائن لتأكيد برهان حدوثها  في تقرير  نسبة الشعبيّة ب أكثر من 51%

و ليس مثلا  أكثر 41% أو أو أكثر 61.5%..الخ؟؟!

يقرّ عموم أهل الاختصاص أن تقرير نسبة شعبيّة أي زعيم أو حزب سياسي يتمّ بآلية الانتخابات الديمقراطية أو إلى درجة أقلّ استطلاعات الرأي الموثوقه ,  و ليس غير هذا

فإلى ماذا استندت المصالح المعروضة في تأكيدها للنسبة المذكورة ؟!

تورد المصالح المعروضة عند تناولها لشعبيّة الرئيس الأسد : " لم يحظى به كثيرون"

فمن هؤلاء الكثيرون الذين تقصدهم؟!و ما برهان حدوث ذلك؟!

مع ملاحظة أنّ أهل الاختصاص يقرّون بأنّ:

- التصريح بعدم تأييد الرئيس في سوريا يعرّض الشخص لإجراءات انتقامية من قبل السلطات تتراوح بين التهديد و الفصل من العمل و الدراسة و  قد تصل للاعتقال أو القتل.

- إنّ سوريا لم تشهد انتخابات ديمقراطيّة سواء لاختيار البرلمان أو منصب الرئيس ,حيث يتمّ الأخير عبر آلية الاستفتاء , و ليس تنافس أكثر من مرشّح على الرئاسة , و قد كانت النتيجة الرسمية للاستفتاء حوالي 97.62% عام 2007 و بنسبة مشاركة 95.86%

- ليس كل الصامتين و الذين لا يعبّرون عن رأيهم بمؤيّدين؟!

- تأييد أي زعيم سياسي يكون –إلى حدّ كبير-  بناء على أسباب موضوعيّة منها :الحكم الصالح و احترام حقوق المواطن و معايير الشفافيّة و  الرفاهية الاقتصادية, و ليس على أساس نقيض هذه الأسباب من الفساد و انتهاك آدميّة الإنسان و ازدياد نسبة الفقر.

ثانياً:  قرائن تأكيد برهان الفطرة : فطرة الحياة و الحرّية و العدالة:

المصالح المعروضة تلجأ إلى أسلوب  تكتيكي شائع في مخاطبة الزعماء عبر مدحهم ثم استنهاض الجوانب الايجابية فيهم لتحقيق مطالب مشروعة و ايجابيّة ..

المصالح المعروضة تؤكد برهان الفطرة عبر حثّها و أملها أن "يحافظ الرئيس على شعبيّته" و ضمنا عبر إجراء تغيير للنظام السياسي الاستبدادي .

و لتأكيد ذلك سأثبت الفقرة السابقة مباشرة للنص المُقاس, و لنلاحظ تأكيدها على برهان فطرة الحياة و الحرّية و العدالة::" وليكن مجموع هذا الواحد %1 هو نصف مليون فقط , أو 100 الف , أو حتى عشرة ألاف فقط ..هم ممن يخرجون لهم مطالب وظنية عادلة ، وهم يضعون دمهم على كفهم.. علينا أن نحترمهم علينا أن نعطيهم حقوقهم , ونشعرهم أننا نتعاطف معهم"

ثالثاً: قرائن نفي برهان وحدة المعايير:

إنّ أي نفي لبرهان الحدوث هو نفي لبرهان وحدة المعايير الشكل الحيوي للمعرفيّة ,كتحصيل حاصل.

                

* شاعر وكاتب سوري