هذه الدنيا

خيري هه زار

هذه الدنيا عجيبة ، ولوكانت نجيبة ، لأحاط بها العدل ، ولطاب فيها البذل ، العيش فيها رحلة ، وتركها جد ونحلة ، غراسها في ذبول ، لا تدقن لها الطبول ، وكن فيها كالمسافر، ففراقها جلي وسافر، دعها لمن يشتهيها ، فبانيها سوف يفنيها ، والفساد فيها ظاهر، للحكام وأولوالمظاهر، من جبل على تركها ، وأكتفى فقط بفركها ، كما تفرك السنابل ، وطي العصف الذابل ، أمن فيها الشر، ويوم الساعة الحر، ودنيا فيها ابليس ، وظلم الساسة والتدليس ، لا يحلو العيش للمرء ، فيها وعليه بالدرء ، ليبقى معافا سليما ، ان كان ذا لب عليما ، والا وقع في الشرك ، وسيق لأسفل الدرك ، عجبت ممن يطمع ، ويبخل لها ويجمع ، وخطاه صوب المنون ، هل نحن منه عمون ، نمتص منها العصارة ، ما بقيت فينا النضارة ، فاذا ما هل الشيب ، وكبرالجرم والعيب ، دب في أنفسنا الندم ، وتبعثرفي سيره القدم ، وحينها يعظم الانفلات ، ومتانة العرى والصلات ، معها تزيد في العثار، وتلتف حولنا كالدثار، فيا لقسوة القلب ، ألم يسأم من الحلب ، من ضروع الخطايا ، فيحرم من المطايا ، تحمله لبرالأمان ، وتقيه غدرالزمان ، أما يردعنا الموت ، وان لم يكن له صوت ، فحديثه بيننا يسري ، وسمه في الدماء يجري ، فلم الغفلة اذن ، ولا نعتبر من الدمن ، والكل يغترف كأسه ، عزيزلا يفتر بأسه ، لا يحيد عن الدرب ، ولا يستثن أحدا بالسرب ، يا ثريا غرك المال ، ولم يرح فيك البال ، لما أشحت عن الفقير، وجهك ومنعته النقير، فيدعولحرمانك كل يوم ، فلا تهنأ في رقاد ونوم ، يطاردك في الأحلام ، ويبري لهجوك الأقلام ، هل يدعك في سلام ، وفيه قدرة على الكلام ، يشتشيط غضبا عليك ، ويسوق الردى اليك ، لأنك الفاسد في ذهنه ، الذي ينفش من عهنه ، وذريت بالريح جهده ، وأثلمت ورعه وزهده ، فكيف اذا ما أنتصب ، وهيأ نارا وثمة حصب ، وألقاك فيها فلن تنجو ، هل هذا ما كنت ترجو ، عبث مع الفاسد المساعي ، سوى سيوف الرفاعي ، فتقطع منه الجيدا ، ويرمى بجثته بعيدا ، والغنى صنوالسياسة ، وبه يكرى الرياسة ، بل وتشترى كالأشياء ، بنسب للربح والأفياء ، هل وجد في الساسة ، ذوو الحاجة الماسة ، فمذهبهم يقاد من ابليس ، وديدنهم قهرللبئيس ، وأكل حقوقه زورا ، على بصيرة ونورا ، بكل صلف وغرور، وتهديده بأعنف الشرور، وأن يلازم داره ، وأن يوبق جاره ، لا يسعى الى النصح ، وينآى عن الفصح ، وبذا الكل ينكمش ، وفعل الحرينهمش ، وهذا مرام الأغنياء ، لا يزاحمهم غيرالأغبياء ، كي يزدادوا بطرا ، ويجددوا اللذة والوطرا ، على نعش ورفات الوطن ، يغلفوا بالظاهرما بطن ، فتضحى الناس في دائرة ، لا فكاك عنها وحائرة ، عزيزفي موطنه يذل ، وسيفه بقوة الحديد يفل ، يعجزعن المنافحة ، يحاط بدرك المكافحة ، كأنه أبا مصعب ، ومن عنقه يسحب ، ما قيمة الانسان ، يقيد فيه اللسان ، وتصلب عنده الذاكرة ، بالدهاء والحيل الماكرة ، من سادة ما لها هم ، غيرمدحها وبلا ذم ، وشعارها الذي بينناعم ، نم عزيزنا المواطن نم ، والناس بكم وعمي وصم ، ودون أي حراك وشم ، الفارس على التل يحرد ، والموت فينا يحصي ويجرد ، علل وأمراض ومنية ، وجهل وسياسة غبية ، الى أية وجهة يا قبطان ، وأنت حديث عهد بالشطآن ، ستبحربنا السفينة ، واللصوص يتجولون بالمدينة ، فشرقك فيه كسرى ، ولنا معه شر ذكرى ، وشمالك فيه كمال ، قبيح مجرد من الجمال ، وان أغدقت عليه بالمال ، وبسطت لمقدمه الشال ، وغربك البعيد شبل ، فيه عرق لعفلق وخبل ، هووالشرق وجهان لعملة ، وسطران لشبه جملة ، ناقصة السبك والمبنى ، ومبتورة البيان والمعنى ، لا خيرفيهم نرجو، فكيف من ربقتهم ننجو، لم يبقى لنا الا واحد ، نشمرمعه الكف والساعد ، فبرغم كل الآلام ، وما لا يوصف بالكلام ، من قهرومذلة منه عانينا ، ولكل آصرة معه راعينا ، ولم نلمس الا التخاذل ، وشيمة الواطئين الأراذل ، نحو أمتنا في واديه ، وعدم اكتراث من حاديه ، وعض اليد الممدودة ، اليه للسلم والودودة ، فبرغم كل ذلك ، الدرب اليه سالك ، للاتصال معه والحديث ، والتسايربالخطوالحثيث ، والأمل معه معقود ، متوارغيرمفقود ، فضره لم يعد يفنينا ، وان كان نفعه لا يغنينا ، انه قدرمحبوك لكلينا ، هل عن الفصل تخلينا ، وهل أمرالدولة قلى ، في أذهان الساسة وبلى ، أم لا يزال طريا ، وبالاعلان عنه حريا ، اذن هوالعدوالصديق ، والأخ الجائرغير الشقيق ، ولنا معه فصل الخطاب ، كروفروعذل وعتاب ، ليس بالكريم الوفي ، وليس بالشحيح الخفي ، عنيدوصعب المراس ، وتربه لا يعدم الغراس ، شريك شئنا أم أبينا ، هل نهدم ما بنينا ، لعل في رفقته الفلاح ، ان كانت بغيتنا الصلاح ، فلنمضي معه سوية ، بأسس متينة قوية ، وضعفنا أمرواقع ، وهوالوحيد النافع ، وعلينا التحلي بالصبر، متزامنا بشدة النبر، عند الجلوس حول المائدة ، والنقاش حول النفع والفائدة ، لأمة أناسها راقدون ، ولمعنى الانسانية فاقدون ، الا ما قل وندر، والساسة منهم في حذر، فهم للوطن عماد ، وللحرية خامة ومداد ، سهامهم تطال الفساد ، وفكرهم يوقظ العباد ، من غفلة عن الحاكمية ، بعد قرون حكم الفاطمية ، يرون الحرية عيشة هنية ، ويبتعدون عن خصالها السنية ، في النقد وتبني النقيض ، كي لا يقعون في الحضيض ، حرية الانسان مجده ، وفيها عشقه ووجده ، لحياة لا منة فيها ، الا لله فهو باريها ، شعبنا مكبل بالأعراف ، من بصيرته والأطراف ، كيف يقارع الهموم ، ويدرأ الشرعن التخوم ، يهوى الخمول والراحة ، مضطجع مقهوربالساحة ، ومستهلك بأعلى النسب ، غيرمنتج في الكسب ، ينقصه أكليل من الغار، على رأسه كي يغار، وهو في المقايضة والشغار، مترنحا بالشؤم والصغار، لايعي شيئا من الواقع ، والخطرمحدق به وواقع ، يتداعى بين الملل ، كالكسيح الذي به شلل ، والمفسدون يستفردون ، بالنعمة ويضطردون ، ولا خوف عليهم من النيام ، لانهم عاجزون عن القيام ، والفتنة تصول وتجول ، صليلها كرنة الحجول ، أشباه الوثن يعتريهم ، فرحة والناس تفتديهم ، شكرفي غيرمحله ، لا يقدم العاقل لفعله ، ان ترى الباطل باطلا ، والجائرفي التسويف مماطلا ، ثم تجله على علم ، فتقضي به على الحلم ، رجحان كف الفساد ، جلي الوقعة بكل ناد ، فلا غرو من الاباحة ، لهضم الحقوق والاطاحة ، بعز الشعب وكرامته ، ليبقى الفاسد بصرامته ، مهيمنا على طول المدى ، كلما لاح غضب وبدا ، فيا لسوء المصير، والنظرالخافت القصير، لأناس دون جدارة ، لايتقنون صنعة بشطارة ، وأولو الذكاء والألباب ، يوصد بوجههم كل باب ، ويجبرون الى الرحيل ، عن ديارهم بهم ثقيل ، وهم حزانى ومشفقون ، على بلد فيه الذقون ، ممرغة بالطين والأوحال ، وتتقطع فيه الأوصال ، لم القسوة أيها القدر، أترى أولنا قد غدر، فأورثنا الحزن والألم ، وحرمنا الهوية والعلم ، فلا نلقى اعتبارا ، من لدن غريب وجارا ، انما الشؤم فينا ، متأصل في الوتينا ، فهل من أمل للخروج ، وحسن طالع في البروج ، ننعم مع الحظ قليلا ، وبعدها نلقى ربا جليلا ،

والسلام ختام