في غزة رسموا على وجوه الأطفال الابتسامة

في غزة رسموا على وجوه الأطفال

من جديد ابتسامة فارقتهم طويلاً بفعل الحصار

محمود رمضان أبو الهنود

[email protected]

عادت الابتسامة من جديد ترتسم على وجوه الكثيرين من أطفال غزة ، بعد أن فارقتهم طويلاً بفعل الحصار، فقد نجح مركز العمل التنموي " معاً " والوكالة الألمانية للتنمية GIZ وبتمويل من الوزارة الالمانية الفدرالية للتعاون الاقتصادي والتنمية BMZ من خلال تنفيذهم لمشروع " مراكز العائلة " في منح أطفال " منطقتي رفح و بيت حانون الحدوديتين " فرصة اللعب والمرح وتوفير بيئة آمنة بعيداً عن أجواء الخوف وغياب الأمن التي سيطرت عليهم بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة ، ففي منتجع رفح السياحي وجمعية النور بغزة تجمع قبل عدة أيام العشرات من الأطفال من أجل هدف واحد .. ممارسة حقهم في اللعب كباقي أطفال العالم ، فانطلق البعض منهم بشغف نحو برك السباحة ، وتنافس آخرون على تسديد الأهداف الكروية في شباك الملاعب الموجودة ، بينما راح جزء منهم لتسلق الأشجار والتزحلق بحرية على الألعاب الهوائية ، " يوم فرح وسرور " .. هكذا كان يوم الجمعة الماضي 16/سبتمبر لدى الأطفال المشاركين في النشاط المفتوح " الذي نظمه مركز العائلة ضمن مشروع "مراكز العائلة " ،الطفل محمد بارود 12 عام قال والسعادة تغمره " إنه يوم جميل .. فقد تعرفت على أصدقاء جدد ، وقمت بأنشطة ترفيهية في غايةالروعة " .. محمد اعتبر اكتسابه مهارات تعلميه ورياضية متنوعة عوامل مهمة ستزيد من معارفه وقدراته ، وأشار الطفل عاصم فهمي 11  عام من منطقة بيت حانون إلى أنه لم يكن يتوقع أن يمنحه " اليوم المفتوح " تلك الفرحة التي شعر بها ، مضيفاً بأنه يتمنى أن تكون كل الايام مثل ذلك اليوم حتى يلتقي مرة أخرى " بالأصدقاء والمنشطين " الذين يكن لهم كل محبة واحترام .

من جهتها أكدت إيمان البيوك منسقة المشروع بمركز العمل التنموي " معا " ، أن المشروع يهدف إلى توفير بيئة وقائية للأطفال بغزة من خلال ترسيخ آليات بناء المجتمع ‏لحماية الطفل، ويعمل على تخفيف الضغوطات المختلفة عن الأطفال والطلائع والنساء عبر توفير الدعم ‏النفسي والاجتماعي في مركز العائلة إضافة الى تعزيز التوعية من ‏المحتاجين في منازلهم، والعمل على تعزيز قدرة الافراد على التعامل بشكل أفضل ‏مع الأزمات بين الأطفال ‏والطلائع والنساء ‏من خلال توفير مهارات الحياة ‏الأساسية ، مشيرة إلى أن مشروع " مراكز العائلة" يتم تنفيذه ضمن الصندوق

الاجتماعي و الثقافي الإقليمي للاجئين الفلسطينيين و سكان قطاع غزة. حيث يهدف الصندوق إلى تعزيز قدرات اللاجئين الفلسطينيين على التعامل مع العنف المستمر و المشاركة الفاعلة في صياغة آفاق لحياتهم، و المستفيدون من المشروع هم اللاجئون الفلسطينيون في الضفة الغربية، الأردن، لبنان، سوريا و عموم سكان قطاع غزة. وتعتبر الجهة المنفذة الرئيسية وكالة الغوث .

ويسعى المشروع كما يقول منظموه إلى توفير بيئة آمنة يتمتع الأطفال و الطلائع و الشباب و النساء من خلالها بالوصول إلى الخدمات الأساسية لتعزيز مهاراتهم الاجتماعية و الحياتية في سياق نفسي-اجتماعي سليم و ذلك من خلال عدة خطوات من بينها، " تحسين البيئة الآمنة للأطفال الذين يعيشون في منطقتين في قطاع غزة من خلال تأسيس مراكز العائلة ، تقوية الصلابة الذاتية لدى الفئات المستهدفة للتعامل بشكل أفضل مع الأزمات ، و منع العنف المنزلي الناجم عن الوضع الحالي الصعب و التدخل في حال حدوثه، بالإضافة إلى تعزيز التحصيل العلمي للأطفال الذينيعانون من الضعف الأكاديمي، و تعزيز فرص النساء لبدء نشاطات مدرة للدخل من خلال تعزيز مهاراتهم المهنية ، و تمكين الفئات المستهدفة من الاندماج بشكل أفضل في مجتمعاتهم ، ويقدم المشروع عدة أنشطة تعليمية / تعلمية للأطفال ذوي صعوبات التعلم وتطوير قدراتهم التعلمية والاجتماعية و يستفيد من هذه الأنشطة 240 طفل / طليعي من فئة (6-10) و (11-17) عام، مع فرصة مشاركة أولياء الأمور لتدريبهم على كيفية تعليم ابنائهم، و أنشطة ترفيهية للأطفال مع فرصة مشاركة أولياء الأمور ، كما يشمل ذلك جلسات توعية واستشارة في مجال حقوق الطفل وحماية الأطفال من خلال الباحث الاجتماعي ،و جلسات دعم نفسي اجتماعي للأطفال بشكل فردي او جماعي او اسري، ويعمل المشروع بموازاة ذلك على تنفيذ أنشطة دعم اقتصادي للنساء ، عن طريق جلسات توعيه وإرشاد حول نمط الحياة / البيئة الصحية للام والطفل وكافة أفراد العائلة ، وتنفيذ جلسات تدريب على تصفيف الشعر ، كوافير لعدد من المستفيدات /المشاركات عددهم ( 240 مشاركة ) ، و تدريبهم على أعمال ، حرف يدوية ( تصنيع ملابس والتطريز والتريكو) ، و التدرب على إنتاج غذاء صحي مثل ( تصنيع الاغذية ، تجفيف غذية ، تجميد ) .