أكذوبة الإتفاق النووي الإيراني الأمريكي !!!

د. موفق مصطفى السباعي

أكذوبة الإتفاق النووي الإيراني الأمريكي !!!

د. موفق مصطفى السباعي

[email protected]

منذ سنوات طويلة .. والمعركة الكلامية .. مستعرة ظاهرياً بين إيران من جهة ، وأمريكا وتوابعها من جهة أخرى ، لمنع الأولى من استخدام الطاقة النووية في أي مجال من مجالات الحياة ، بزعم أنها قد تستخدمها في الأغراض العسكرية ، وتهدد جيرانها سواء العرب ، أو اليهود !!!

وغوغاء الناس .. ورعاع البشر .. وخاصة المغفلون السذج من ذراري المسلمين .. الطيبين .. البسطاء يفرحون ويضحكون .. ويهللون ويكبرون ، كلما سمعوا أخباراً فيها تضييق .. وتشديد على إيران ، فيعتبرون ذلك نصراً كبيراً .. وفتحاً مبيناً لها ، لأنها أصبحت في نظرهم ، وحسب ترويج الإعلام ، هي الدولة الإسلامية الوحيدة ، التي تقف في وجه الطاغوت الأكبر .. والشيطان الأعظم ، وترفض إملاءات الدول الشريرة ، وأنها هي الوحيدة ، التي تصر .. وتصمم على حقها المشروع في امتلاك الطاقة النووية ، وتعاند بقوة .. وشراسة ، الدول الكبرى التي تعمل على منعها من هذا الحق ، الذي سيمكنها في يوم من الأيام ، من إزالة دولة إسرائيل من الوجود .. ومحوها من الخارطة الجغرافية .. كما محى سابقاً الدب المُعَلَم الأسدي ، أوروبا كلها من الخارطة !!!

والذي يعزز هذا الإعتقاد الطيب عن إيران ، لدى عوام ذراري المسلمين .. الغوثائيين ، أن وسائل الإعلام كلها تقريباً – ماعدا القليل النادر جداً – العربية والغربية والشرقية ، تعزف يومياً على نفس اللحن .. ونفس الإيقاع ، بأن أمريكا وتوابعها وإسرائيل ، ضد تملك إيران للمفاعل النووي !!!

ولا يدري المساكين الجهلاء ما يدور في الغرف المغلقة .. ووراء الكواليس بين إيران والغرب .. وأن هذا كذب ، وفجور!!!

وليس من الغريب .. ولا العجيب أن يكون جميع أساطين ، وجيوش الصحافة ، والإعلام على الكرة الأرضية .. موصولين بأجهزة الإرسال اليهودية والصليبية .. التي تزودهم بالمعلومات المضللة .. ويأخذونها على أنها حقيقة ثابتة ، لأنهم تربوا .. وتعلموا نظرياتها ، وقوانينها ،  وإن ادعت قنوات الإعلام ، أن لها مراسلين مستقلين ، لكنهم حقيقة ، يستقون المعلومات من جهاز الخادم الأمريكي ، اليهودي ، الصليبي .. ماعدا الأحرار .. العقلاء .. المؤمنون الموصولون بأجهزة الإرسال الربانية مباشرة ، التي تضيئ .. وتكشف لهم ما وراء الأستار !!!

منذ أن وطأت أقدام إبليس الأكبر خوميني ، ذو الدهاء والمكر المجوسي الفارسي الرهيب ، أرض طهران بعد خلع الشاه ، بمعاونة ودعم الشيطان الأكبر أمريكا في سنة 1979 !!!

بدأ عرض فصول مسرحية هزلية خداعة ، بإسم مناصرة المستضعفين ، ومساندة المسلمين ، وبالخصوص الفلسطينيين ، وإظهار صراع شكلي ، بين إبليس الأكبر ، والشيطان الأكبر ، استطاعت أن تخدع جميع ذراري المسلمين  ولاتزال .

إن الشيطان الأكبر ، وجد ضالته عند إبليس الأكبر ، في أن يتفقا سراً ، ويختلفا علناً ، ليحقق كلاهما أمرين اثنين هما :

1-    القضاء على الصحوة الإسلامية ، التي بدأت تباشيرها تظهر منذ قرابة النصف قرن ، لدى المسلمين العرب وسواهم ، بكل الطرق الفكرية والعقائدية والسياسية والعسكرية ، والعمل على تشويه صورة الحركات والجماعات الإسلامية ، والعمل على تصنيفها ما بين معتدل ، ومتشدد ، لبث الفرقة والفتنة بينها !!!

2-    امتصاص ثروات المنطقة العربية ، وبالخصوص البلاد الغنية بالذهب الأسود ، والعمل على إفقارها ، وابتزازها عن طريق تضخيم إبليس الأكبر ، لإرعاب وتخويف شعوب وحكام هذه البلدان ، وإغرائها بشراء السلاح ، من الشيطان الأكبر ، لمواجهة خطر إبليس الأكبر ، ومن ثم إشعال المنطقة كلها ، بأتون الحرب لتدميرها ، وإعاقتها عن النهضة ، والصحوة التي تحررها ، من التبعية للشيطان الأكبر .

ولم يدرك حقيقة خداع الإتفاق النووي الإيراني الغربي إلا القليل ، المحدود من المفكرين ، مثل أنور مالك ، الذي قال :

إن المباحثات والمناقشات التي كانت تجري بين إيران والغرب ، ليس على السلاح النووي ، وإنما على كيفية تقاسم الأدوار بينهما ، وكيفية توزيع مهمات السيطرة ، والنفوذ بينهما ، وهذا لا شك يتطلب جهداً كبيرا من المباحثات ، لأن كل واحد منهما ، يريد أن يفوز بقسم أكبر من الغنيمة !!!

وهذا الذي صرح به مالك ، صحيح تماماً ، يتوافق مع العقل ، والمنطق الإيماني ، وينسجم مع الواقع الميداني ، الذي يثبت صحة هذه الرؤية !!!

فالعراق أيام صدام ، حينما بدأ بالمشروع النووي في ثمانينات القرن الماضي ، لم ينتظر الغرب ( الشيطان الأكبر ) حتى يظهر إلى الوجود ، ثم يقوم بالتفاوض مع صدام لمنعه من امتلاكه ، بل قام بنو يهود ، نيابة عن الغرب ، وبالتنسيق معه ، بالهجوم عليه ، وتدميره في مهده ، قبل أن يولد .

وفي باكستان بدأ البرنامج النووي منذ سبعينات القرن الماضي ، عقب قيام الهند ، بإجراء أول تجربة نووية في 1974 ، وتعرض المشروع إلى عدة محاولات ، من قبل بني يهود والغرب لتدميره في مهده ، وبسبب يقظة المخابرات الباكستانية ، وخاصة أيام ضياء الحق ، فقد تم إفشالها ، واستمر المشروع النووي في باكستان بدون أي ضجة من الغرب ، ولا صخب من بني يهود ، لأن باكستان لا تشكل لهم طرفاً معادياً للإسلام - وهي التي ولدت على أساس الإسلام – ليعاونهم في مكرهم وكيدهم ضد الإسلام ، وليرفعوا من شأنه ، ويضخموه أكثر من حجمه ، فتركوه ، وصمتوا عليه ، وغضوا الطرف عنه ، على عكس إيران التي يريدون أن يجعلوها بعبعاً ، وشبحاً مخيفاً للمنطقة العربية ، تأكل الأخضر واليابس ، وتهيمن عليها ، لتعيد أمجادها الغابرة !!!