يوميات شاهد عربي 5

يوميات شاهد عربي

الحلقة الخامسة " معاني الكلمات"...

طلعت شعيبات

شاعر فلسطيني مقيم في بيت لحم

[email protected]

اتهمني البعض أنني أبالغ أحيانا في التشاؤم... "واو" كم يحلو لي أن هنالك من يشعر بالأمل في هذا العالم المسمى مجازا " العالم العربي"... آه منك أيها الناقد كم أشعر بخيبة "اليأس" كلما نظرت إلى منتدى عربي أو موقع عربي إلكتروني على هذه الشبكة لأرى موقع فلان "يلطش" علان...ملاحظة: يلطش= يسرق...

المصيبة أنهم يسرقون مقالات وقصائد و نكت و "بنطلونات جينز" وهنا أقف شاهد عيان على بعض السرقات اللاأدبية خاصة تلك التي يتم قصهاcut و إعادة لصقها في مكان آخر paste و كلمة "بيست" تثيرني لدرجة أنني سألت أحد القواميس عن معناها فوجدت أنها تحمل بالإضافة لفعل الأمر ألصق معنى "عجينة" و "معكرونة" هنا أصابني شيء من الذهول ثم التأمل في هذا المعنى الجديد للكلمة "عجينة" والعجينة تستدعي الخلط فلمَ لم ننتبه نحن العرب إلا لمعنى اللصق؟!... ف "إلى" لصوص الكلمة الغير ظرفاء لكم أن تجرحوا مشاعرنا بقصكم "عبقرياتنا المزعومة" ولكن نرجوكم أن تخلطوا العجين جيدا بشكل لا يمكننا من مشاهدتنا تحت أسمائكم المستعارة علما بأن مقاساتنا تختلف وقد تشوه شكل وحجم خصوركم... ملاحظة:السارق = إنسان سيدخل النار...

لن أتوقف فجأة عن سرد الأمثلة لتوضيح فكرة وهذه إحدى ميزاتي الخاصة جدا، والتي حاولت أكثر من مرة أن أتخلى عنها فيما تخليت عنه من عادات سيئة لحساب أشياء أخرى يرى لها البشر قبولا ولكنني لا أقبل ولو على السبيل المجاملة أن لا أسرد بعضا من أشكال السرقة اللاأدبية كسرقة الأغاني والموسيقى وهذه أصعب من السرقات الأخرى إذا ما قورنت بأهميتها المادية "نحن نعيش عالم مادي" ولك أن تغضب وتدعي أنني أبالغ إذا قلت أنه 90% من أغانينا ليست لنا وإنما هي صدى لغناء شعوب أخرى وثقافات أخرى لذا يحمل عليها الكثيرون أنها لا تمت بصلة إلى بيئتنا "العربية" وإن أجادها "جاد" أو عربها “عربي"...

ملاحظة:عربي = مغني سوف يظهر بعد دقيقة أو أكثر بقليل أما "جاد" فهو أسطورتنا القادمة الحالم بعالم أقل ورعا وتقوى وحشمة...

ورع، تقوى، وحشمة ليست أسماء مغنين إنها قيم كنا نباهي بها الأمم... لم أقصد جاد ك"مغني" بل قصدت كل جاد على شاكلة "جاد"...

ملاحظة:جاد = هو جاد شويري مغني لبناني معاصر...

البعض سيقول يا الله لقد ترك كل السرقات والاختلاسات التي تجري في وضح النهار العربي واكتفى بهذا القدر الضئيل فقط!...لهذا أقول لن أدخل في الحسابات البنكية لأية جهة أو جماعة أو قابلة قانونية وليس لدي أية نية للكتابة عن قضايا كبرى بحجم ملفات الفساد فاكتب عنها بلغتك واحسب بالكالكوليتر "الآلة الحاسبة" التي بحوزتك أنا لا أمتلك “كالكوليتر"...

ملاحظة:الكالكوليتر= الآلة الحاسبة من أهم أنواعها كاسيو،hp  ولم أسمع عن أية كالكوليتر عربية الصنع... سمعت عن ساعة أهداها الخليفة هارون الرشيد لشارلمان ملك فرنسا تقربا له ربما أو مباهاة بإنجاز علمي كبير...

ملاحظة:هارون الرشيد = خليفة عباسي وليس شخصية أسطورية من "ألف ليلة وليلة"...

أما آن لك أن تخفض صوتك قليلا؟..."لا" لن أتكلم عن سرقة الأوطان...فالأوطان تبقى مكانها أما الاحتلال فيذهب إلى حيث أتى...أه منك لقد أدخلتني لقضاياكم الكبرى ثانية لذا سأضع فاصلة.