رسائل الإصلاح-32

رسائل الإصلاح

(32)

آفاق تربوية للشباب المسلم

د. موسى الإبراهيم

[email protected]

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

في سياق الاهتمام بالشباب، كنت يوماً مع مجموعة خيرة من شباب طاهر نقي، ودار حوار عن اهتمامات الشباب والأفكار التي يجب أن يتربوا عليها، فتحدثت لهم عن الآفاق التربوية الشبابية التالية لتكون مرتكزات لهم في حياتهم العملية، وهي:

1-  يجب أن يعيش الشباب المسلم لهدف.

2-  ويجب أن يكون هذا الهدف سامياً وعظيماً، لا تافهاً وصغيراً.

3- يجب على الشباب المسلم أن يرسم لنفسه منهجاً لتحقيق أهدافه، لأن العفوية والارتجالية إن أفلحت يوماً فلن تفلح هذه الأيام.

4-  يجب على الشباب المسلم أن يقوم سيره للتأكد من صحته وسلامته وحسن توجهه نحو الهدف.

5- يجب أن ترتكز أهداف الشباب المسلم على الأصول الإسلامية من الكتاب والسنة وفهم الربانيين من علماء الأمة بعيداً عن التأثر بأفكار الغرب وفلسفته.

6- يجب على الشباب المسلم أن يستفيد من حكمة الشيوخ (الكبار سناً وعلماً) وتجاربهم في الحياة، إذ بتعاون الشباب والشيوخ وانسجامهم مع بعضهم يقترب الوصول إلى الهدف؛ وحذار حذار من عقوق الكبار، وإلا فالجزاء من جنس العمل. فإذا عق الشباب شيوخهم فسيأتي عليهم الدور يوم يصيرون في موقع الكبار، ويأتي الجيل اللاحق ليقتص منهم، وتلك سنة من سنن الله في الحياة ماضية لا تتخلف إلا أن يشاء الله.

7- يجب أن يحرص الشباب المسلم على أن يكون له مثلاً أعلى في حياه. وأعظم مثل في الحياة هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فليتخذ الشباب من حياته كلها مثلاً له،

وكذلك الخلفاء الراشدون والعلماء الربانيون والقادة الفاتحون عبر المسيرة الإسلامية العامرة.

8- يجب أن يحرص الشباب المسلم على التكامل بين الأصالة والمعاصرة في فهمه ووعيه وثقافته، وذلك لئلا يعيش بعيداً عن عصره أو مقطوعاً عن تاريخه وأمجاد أمته.

9- يجب أن يحرص الشباب المسلم على أن يكون متفوقاً وطموحاً في سائر أعماله يحاكي أهل الهمم العالية، قال الشاعر:

إذا غامرت في شرف مروم               فلا تقنع بما دون النجوم
وقال غيره:

شباب قنّع لا خير فيه             وبورك في الشباب الطامحينا

10-يجب أن يكون الشباب إيجابياً مع سائر أصناف الناس، بعيداً عن السلبية والعزلة في حياته.

إنها بدهيات تربوية، وإننا بحاجة إلى العودة للبدهيات وتعميقها في حياتنا العملية ونعمت الرجعية هذه إن أجدت في تجديد حياتنا وتصحيح مسيرتنا وإحياء نفوسنا وأرواحنا.