بلادي

بلادي

عبد الواحد محمد

[email protected]

كان واقع فيه عدة محاور تعي كيف يكون البناء من رحم خصب لايعترف بالأوهام اوتبني ملامح غير مرئية ليتكون معنى عبثيا فيه اصوات

كان واقع فيه عدة محاور تعي كيف يكون البناء من رحم خصب لايعترف بالأوهام اوتبني ملامح غير مرئية ليتكون معنى عبثيا فيه اصوات لاتعزف غير قصيدة بلهاء ؟

ومن هذا الهم الثقافي أقرأمن جديد صوتا ربما يعي حقيقة زماننا الذي يئن لغياب العقل ومكنون التعبير الخالي من أخطاء لغوية وشبه فلكلورية ؟ فتراقصت كل الاشياء والحاجات والقضايا بدرجة مثيرة جدا ! وكأنها حدوتة تؤرخ لزمن جديد !

لتضيع كل الإبداعات وسط خرافات تدعي حق الملكية لكل ترجمات عصور تشهد لبلادي أنها رسول ثقافي لايعرف من التعصب والتطرف عنوان !

بل كان رسول ثقافتنا ( عقل ناضج ) فيه كل الفلسفات القديمة والمعاصرة تعزف بلون كل الأعلام وترتفع علي قاماتها كل الحريات ! هنا كنا نردد معا نشيدا واحدا لايعترف بوهم وخيال بل كان يمضي فيه جمع توحدت بين صفوفه مفردات ولكنات ومذاهب واعراف وعادات واحلام وفوق كل هذا وحدة هدف ؟

ورقصت فاتنة دون مقابل وهي لاترتدي بدلة رقص بل كانت عباءتها حاضرة في أذهاننا جميعا لحظة خلود كانت وشمس لم تغرب بين نهديها ليكون رقصها فلسفة مضيئة لكل الأقلام ؟

ومن هذا المكنون كنت أنا الأخر علي موعد مع دفتر ذكرياتي أدون فيه صورا من تاريخ يقرأ في كل الأزمنة مهما تغيرت وتبدلت من عباءة ننحني إليها ثياب حريرية تكشف قبح من يصرعلي نجوميتها عن طريق اعلان مدفوع الأجر مرتين اوثلاثة اواربعة ليحقق لنفسه نبوءة كل الأوهام ؟

ليحضرني هنا صوت شاعرنا الذي رحل ولم يرحل محمود درويش

سجل

أنا عربي ورقم بطاقتي خمسون ألف

وأولادي ثمانية وتاسعهم سيأتي بعد صيف

أنا عربي

ولون الشعر فحمي

ولون العين بني

وميراثي

علي رأسي عقال فوق كوفية

وكفي صلبة كالصخر

تخمش من يلامسها

وعنواني

أنا من قرية عزلاء منسية

شوارعها بلا أسماء

وكل رجالها في الحقل والمحجر

فهل تغضب ؟!

ثقافة هي وثقافة ترفض أن نكون لها حائرين ؟

ربما كانت القصيدة هنا حاضرة درويشية وأنا أطوف بها بين بلادي  العربية لكي اردد سطور هي

يا دامي العينين والكفين إن الليل زائل

لاغرفة التوقيف باقية ولازرد السلال

نيرون مات ولم تمت روما بعينيها تقاتل

وحبوب سنبلة تجف ستملأ الوادي سنابل

ولم تختلف هي من عبر وغني لها مثل هذه القصائد لتبقي فاتنة تعرف كيف تكتب من جديد بلغة  أقرب  إلي  صوفية بن عربي .. والشافعي .. وعمر بن الفارض في  دروب مفتوحة   بوعي  الحكماء وليس

مواطن  الدراويش الذين  لايعترفون بغير  لغة الهوس التي  تجد المؤيد لها  من دعاة  الوهم وهم يدركون  كيف يكون الضعف  لصالحهم اليوم وغدا  ؟

فعلينا رؤية  مابين السطور والواقع  دقيقة بدقيقة قبل أن  لانري  غير جفاف القصيدة  والبحيرة  وربما المحيط وهذا  يأتي  حتما إذا رفضنا  قلوب من يحبون الوطن الكبير كما أحبه كل الأحرار يوما

والذين  دافعوا عن  الليل والنهار بالغالي والرخيص ؟

فمتي نهاجر للقمر  لا لكي نحب  فتاة هي في الحقيقة  تحتاج إلي معلم ماهر  والمعلم الماهر هو الذي  يرسلها للقمر  لكي تعرف حياة جديدة  وواقعية  دون  فلسفة من القبح والتي تجاوزت كل الحدود

بفضل عقول  صبيانية  تعمل من أجل أن تظل الفتاة   أسطورة كل  الجهال  ؟!

ولنا في الصين وكوريا نموذج عملي لفكر مستنير تحرر من أوهام الخرفات  لكي  يعانق  السماء بعقل مفتوح وضمير  يقظ لايعترف بغير حضارة وحضارات  لذا أري بلادي العربية قادرة علي تخطي حاجز  الصمت والخرس  سريعا لأنها قادرة علي تبني  نهج ومنهج علمي  كمنظومة متكاملة  لو تحررنا  نحن من خرافة الدجل  والشعوذة كما تحررت بلدان  التخلف سابقا من سجن وسجون الشياطين

بوعي  جدير بالأحترام ؟

بلادي  العربية  لك حبي وفؤادي  مهما كانت التحديات فأنت قادرة علي  الخروج من أزمنة الحصار والاستعمار والبغض لأن  بيننا مخلصين  ينتمون  للأرض والتراب مهما كانت فلسفة  الأيتام

وعباءة الاعلام الزائف  لأنه يوجد أيضا اعلام بديل  وواقعي بلغة المكاشفة  والبعد عن الأثارة  المرفوضة  التي تسبب بلبلة عقلية وخاصة لدي جيل صغير  فعلينا بالسعي والعمل بجهد ودأب

بعيدا عن الشعارات الجوفاء  وتحيا بلادي  ولك حبي وفؤادي !