رمضان .. شهر الصبر و شهر النصر

أبناء البلد .. العدد 15

رمضان .. شهر الصبر و شهر النصر

أي العمل أفضل مائدة رمضان مليئة بالأعمال الصالحة ، و لكن يا ترى أيها أفضل ؟ : التلاوة .. الصدقة .. التوبة .. التراويح .. القيام .. البر .. صلة الرحم .. المواساة .. العزيمة .. تجديد النية .. نصرة المظلوم .. الدعوة إلى الله .. الأمر بالمعروف .. النهي عن المنكر .. .. حلقات العلم .. الدعاء .. العفو .. التسامح .. ، إن كل هذه الأعمال طيبة و صالحة ، فلا تحرم نفسك مما تستطيع اكتسابه منها ، مع مراعاة أمرين : 1 - لا تأتِ بما يعارض أو يفسد هذه الأعمال ، كالتي اشتُهرت بصيامها و قيامها و لكن كانت تؤذي جيرانها 2 – لا تحرم نفسك من واجب الوقت و هو الوقوف ضد الظلم ، و مناصرة كلمة الحق ، و لو بأضعف الإيمان : بقلبك و دعائك ، .. تقبل الله منكم جميعا صالح الأعمال

في ذكرى العاشر من رمضان في العاشر من رمضان 1393 هـ ، السادس من أكتوبر 1973 عَبَرَ الجيش المصري قناة السويس ، صائمين مُكبِّرين ، و دمَّروا خطَّ بارليف ، و كانت خطوة لاستعادة سيناء ، و ضَرَبَ الجيش المصري أروع الأمثلة في التضحية و الفداء ، .. و كان من أسباب النصر قوة الإيمان ، و صيحة الله أكبر ، و وضوح العدو و هم الصهاينة ، و وضوح الهدف و هو تحرير الأوطان من العدو الصهيوني المغتصب ، و تفرغ الجيش لحماية الحدود ، و وضوح الولاء للعروبة و الإسلام ، و التفاف الشعب حول الجيش ، و مؤازرة الأمة العربية و الإسلامية .. .. .. ثم تبدل الحال فكان من بعد ذلك اتفاقيات و .. مؤتمرات .. و مؤامرات ، حتى وصل الحال بجيشنا إلى فقدان البوصلة و تغير الرسالة ، و ساعد في ذلك مكر الخارج مع طمع و استبداد القادة في الداخل .. .. فضعُفَ الإيمان ، و غمُضَ الهدف ، و تاه العدو عن الصديق ، و تدخل الجيش في السياسة ، و ظهر طمع قادته في السيطرة على الحكم ، فانقلبوا على إرادة الشعب ، و ابتكروا عدوّاً وهميّاً ، هو تهمة الإرهاب يرمون بها كلَّ من يُعارضهم زوراَ و بُهتاناً ، ليبرِّروا للجيش ضربهم ، فأهمل الجيشُ الحدودَ ، و واجه الحشود ، فكان الاحتفال بذكرى العاشر من رمضان هذا العام هو صمت قائد الانقلاب تماماً عن ضرب الصهاينة لغزة ، بل مساعدتهم في مزيدٍ من الحصار لها ، فغزةُ بالنسبة له إرهاب ، و ليبيا إرهاب ، و كل من يعارضه إرهاب ، و لكن دولة الكيان الصهيوني بالنسبة له أهلٌ و أحباب ، و ليس لديهم إرهاب .. !!! ، و لكن الشعوب يقظة بفضل الله ، و عن قريبٍ بإذن الله سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .

للأذكياء فقط ما هو الرابط بين الأحداث التالية والتي حدثت كلها خلال يومين فقط مواكبةً لذكري العاشر من رمضان هذا العام : زيارة رئيس المخابرات المصري إلى تل أبيب - الجيش المصري يعلن عن تدمير 19 نفقاً على الحدود مع غزة - عملية عسكرية صهيونية و قصف جوي لغزة – غلق معابر رفح - رفع الدعم عن الوقود في مصر و انشغال الناس بالحديث عن ارتفاع الأسعار - خطاب للسيسي يطالب المصريين بالتبرع له و يصمت تماما عن ضرب غزة رغم سقوط عشرات الشهداء هناك - السيسي يبلغ المالكي الشيعي باستعداده لتقديم الدعم للعراق للخروج من مأزقها .. هذا بالطبع بعد رفع دعم الوقود عن فقراء مصر .

مسافة السكة أعلن السيسي أنه عند وجود أي تهديد لأي دولة عربية فإن الجيش المصري سيكون بجانبهم لنصرتهم مسافة السكة .. فهذه غزة تقصفها طائرات العدو الصهيوني و هناك عشرات الشهداء و مئات الجرحي و تدمير لا حصر له ، و المسافة بيننا و بينهم ستة كيلومترات فقط ، أقصر بكثير من المسافة بيننا و بين المالكي الذي وعده السيسي بتقديم الدعم له ، فهل هناك سكك معينة لا يذهب إليها السيسي ، أم أن خريطة هذه السكك لا بد أن يرضى عنها الصهاينة أو يقترحونها أولاً

شهر الانتصارات بدر .. فتح مكة .. عين جالوت .. العاشر من رمضان .. و قد تعلمنا منها أن أسباب النصر ثلاثة .. هي على الترتيب 1 - قوة الإيمان " إن تنصروا الله ينصركم " ، 2 - وحدة الصف " و اعتصموا بحبل الله جميعا " ، 3 – الأسباب المادية " و أعدوا لهم ما استطعتم " .. .. و لذلك نجد أن أعداء الإسلام و على رأسهم الصهاينة يُصوِّبون سهامهم لهذه الأسباب بهذا الترتيب ، و تستطيع أن تسلِّيَ صيامك باستحضار أمثلة من التاريخ القديم و الحديث على ذلك

غزة رمز العزة ، رأس الحربة في خاصرة الكيان الصهيوني .. ، يتم قصفها وسط تواطؤٍ دولي و صمت إقليمي و عربي .. لا تنسوْها من دعائكم ، اللهم انصرهم .. و انصر من نصرهم .. اللهم و اخذل من خذلهم

المبرراتي وظيفة جديدة في عهد الانقلاب هي تبرير كل المساوئ و الدفاع عنها ، مثلا عند رفع أسعار الوقود تسمع ما يلي من كبار المسئولين و الإعلاميين و المبررين : ارتفاع أسعار الوقود لن يؤثر في الفقراء لأنهم لا يملكون سيارات !! ، رفع الدعم أمر مُرّ و لكنه مثل الدواء لابد منه من أجل الشفاء !! ، إنها خطوة جريئة لم تجرؤ عليها الحكومات السابقة !! ، إنها خطوة سيعقبها مشاريع اقتصادية عملاقة !! ، محلب : الزيادة في أسعار الوقود لن تنعكس على السلع الغذائية !! !! ؟

قالوا د سيف عبد الفتاح : السيسي لم يكتفِ بــ " مفيش .. مش قادر أديك " ، لكنه انتقل إلى " لكن هخلَّص عليك "

رفع الدعم

وعد السيسي : " مينفعش أبدأ في رفع الدعم .. أنا عايز الأول قبل ما أرفع الدعم .. أغني الناس و ازود مرتباتهم الأول ، يعني اللي بياخد 1000 ياخد 1500 او 2000 " .. ثم رفع الدعم بدون زيادات .. عادي

الفقراء أعلى نسبة زيادة جاءت على سيارات الفقراء 78% ، 64% لبنزين 80 و للسولار ، و أقل نسبة زيادة جاءت على سيارات الأغنياء 7% لبنزين 95

قبل رفع الدعم أين مليارات الخليج .. كم تكلفة الحملة الانتخابية و تزوير الانتخابات و حفل التنصيب .. كم تكلفة شحن الجيش و الشرطة و تسليحهم لقتل الآلاف ، و حبس عشرات الآلاف ، أين زيادات الضريبة العقاريه و رفع أسعار الكهرباء و الغاز ، و رفع رسوم الطرق ، و رسوم مغادرة مصر و رفع قيمة المخالفات المروريه و فرض ضريبه على البورصه و فرض ضريبه على الدخل .. حقّاً .. الانقلاب هو الخراب .. الانقلاب هو الإرهاب