تناغم أميركي – إيراني لدعم تحالف الممانعة وضرب الثورة العراقية

تناغم أميركي – إيراني

لدعم تحالف الممانعة وضرب الثورة العراقية

حسان القطب

مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات

ثلاث سنوات وما يزيد والشعب السوري يتعرض للذبح والقتل بكل بشاعة بالمواد الكيماوية والبراميل المتفجرة والإدارة الأميركية تمنع الدول الراغبة في دعم الثورة والثوار من تزويدهم بالسلاح والعتاد لحسم المعركة وانقاذ سوريا من هيمنة وحكم وسلطة فريق مذهبي طائفي تكفيري مدعوم من طهران التي تشكل رأس الفتنة في المنطقة هي وادواتها... وما ان انطلقت ثورة الشعب العراقي المظفرة مؤخراً ضد نظام التكفير والإرهاب الذي يقوده نوري المالكي منذ سنوات بديكتاتورية وجبروت طائفي مذهبي وبدعمٍ واضح وجلي من مرجعيات دينية حتى استنفرت الولايات المتحدة طائراتها تحضيرا لتوجيه ضربات جوية ضد ثوار العراق بالتناغم مع ما يقوم به الأن الطيران الإيراني وكذلك العراقي التي زودته إياه الولايات المتحدة وروسيا حديثاً من قصفٍ وتدمير ...لأن الخطر كما يقولون ويبررون داهم ويحدق بكافة دول العالم وليس دول المنطقة فقط....؟؟؟

فالقوى العراقية والسورية الثائرة هي  تكفيرية وإرهابية كما تقول الولايات المتحدة تماماً كما يقول بعض العرب وإيران.... ولكن ماذا عن عصائب أهل الحق العراقية وحزب الله اللبناني وغيرها من المجموعات الارهابية التي تقتل وتفتك بالشعبين بدعمٍ مطلق من إيران وحكامها وبقرارات وفتاوى صادرة عن مرجعيات دينية عراقية وإيرانية...؟؟  فإذا كان بعض العراقيين والسوريين يقاتلون تحت راية دينية فيتم اتهامهم بالارهاب ..؟؟؟؟ فماذا عن القوى الأخرى المرتبطة بإيران والمرجعيات الدينية....؟؟؟؟ والمرجع السيستاني الذي افتى بعدم جواز الجهاد خلال الهجوم الأميركي على العراق مقابل 200 مليون دولار كما ذكر رامسفيلد وزير الدفاع الأمير كي إبان الهجوم على العراق في مذكراته التي صدرت مؤخراً ..ولم يتم نفي أو استنكار هذا الكلام من قبل المرجعية المتهمة..؟؟؟؟ لم يتأخر عن إعلان الجهاد ضد القوى الثائرة على ما يرتكبه نظام المالكي الطائفي.... من طغيان وقتل وسجن وتعذيب...؟؟؟ وترهيب وترحيل وتهجير وفرز سكاني..؟؟ متجاهلاً المعاناة الإنسانية لهذا الشعب وهذه الجماهير المنتفضة...؟؟؟ ولم تلحظ كذلك الإدارة الأميركية حتى الأن أن كل حكومة عراقية يقوم بتشكيلها المالكي ومن سبقه... وكل انتخابات عراقية تجري والأخيرة منها... إنما تتم بمباركة المرجعيات الدينية وبموافقتها وبعد اخذ موافقتها ورايها وفتاويها......؟؟؟ فكيف يستوي لدى النظام الأميركي وبعض العرب أن يكون هذا الفريق السوري – العراقي الثائر والمنتفض على الظلم تكفيري...؟؟؟ والآخر الخاضع للمرجعيات وفتاويها وقراراتها وممارساتها ديمقراطي.... وبل ربما علماني أيضاً... ؟؟؟؟ ولا تراه أبداً دينياً وشمولياً وتكفيرياً..؟؟؟ وموقف السيد علي الأمين الذي دعا المرجعية العراقية إلى عدم اتخاذ موقف يجعل الصراع في العراق ديني لا سياسي هو موقف حكيم ويستشرف المستقبل والتداعيات الخطيرة والمدمرة لهذا النوع  من الصراع....؟؟

وكيف يمكن ان نصدق بعد اليوم ان خطراً يتهدد دول الخليج من إيران و"مناذرتها" الجدد في المنطقة (نسبة للمناذرة العرب الذين كانوا يخدمون الإمبراطورية الفارسيىة قبل الميلاد)...وان شراء السلاح الأميركي بكثافة مفرطة من قبل هذه الدول هو ضرورة لحماية هذه الدول وتأمين استقرارها، ونحن نرى في الوقت عينه أن السلاح الأميركي يتم تصديره للعراق بغزارة لا مثيل لها والآليات المحترقة على طرقات العراق بفعل مقاومة مجاهدي العراق تتحدث عن التناغم بين محوري الممانعة والاستعمار.....؟؟؟؟؟ ولكن كما يبدو فإن الشيطان الأكبر (الولايات المتحدة) يستعمل جملة شياطين صغار في المنطقة تقودهم إيران لتعزيز الانقسام الديني والمذهبي في دول عربية وإسلامية محددة تحت عنوان وشعار المقاومة ومواجهة المشروع الأميركي – الصهيوني....؟؟؟ مما يبقي المنطقة مشتعلة وملتهبة وعرضةً للتدمير جراء الصراعات بين مكونات الدول العربية الدينية والمذهبية لأجيالٍ قادمة وليس لسنوات قليلة مقبلة....؟؟؟؟ ولكن كيف لكل عاقل ومراقب أن يفهم طبيعة التعاون  والتنسيق بين حكومة المالكي التي يمدحها ويمجدها نصرالله ونظام طهران على أنها ركن اساسي في محور الممانعة..؟؟؟ ويقوم في الوقت عينه الشيطان الأكبر ممثلاً بالولايات المتحدة بدعم هذا النظام والعمل على مساعدته لإنعاشه وضمان استمراره والسعي لاخضاع الشعب العراقي لسيطرته وسيطرة مرجعيته الدينية...تحت شعار مكافحة الإرهاب..؟؟؟؟؟

إن الوضع في العراق وكما ذكرت هيئة علماء المسلمين يشكل معركة مصيرية ومفصلية للأمة برمتها.... لأنها ثورة شعب وليس صراع بين تطرف وسلطة حاكمة.. إنها ثورة على الطغيان والاستعباد والاستبداد وليس مجرد حرب بين تطرف واعتدال...والتعمية على دور القوى الثورية والجهادية في العراق وحصرها في تسمية وشعارات وبيانات تنظيم (داعش) إنما هي مؤامرة خبيثة لضرب الثورة وإجهاضها...وكان سبق ان قال نصرالله ان معركة محوره المذهبي هي معركة وجودية في سوريا والعراق وهذا ما يبرر له ولغيره ممارسة سياسة القتل بمنهجية والتهجير بتخطيط والاحتلال والتعذيب برؤية وثقافة وتجييش العداء بتعبئة وتربية والشعارات التي تطلق لا يمكن فهمها إلا على انها دينية مذهبية ضد الأمة الإسلامية من قبل فريق ارتضى لنفسه ان يكون في مواجهة مع بني جلدته وقومه ... ودائما ما يتم تصوير رايات (لا إله إلا الله على انها رايات داعش وغيرها من القوى المتطرفة)..بالرغم من انها راية الأمة الإسلامية كما يقول مصدر إسلامي واسع الإطلاع...؟؟؟ ويضيف هذا المصدر، ولكن ماذا عن رايات (يا حسين ويا علي ويا زينب وغيرها)....؟؟؟ هل هي شعارات علمانية يا ترى ام أنها دينية تعبوية....؟؟؟

إن الحل في العراق وسوريا هو في تشكيل حكومات انتقالية غير طائفية او مذهبية تعمل على بناء مؤسسات الدولة دون العودة او الخضوع للمرجعيات الدينية في العراق وطهران التي أثبتت انها مصدر القلق والانقسام والتعبئة والتحضير النفسي للحرب الأهلية في العراق... وإطالة امد معاناة الشعب السوري... وانها الجهة نفسها التي قامت بتعبئة المجموعات العراقية واللبنانية وغيرها للقتال في سوريا تحت شعارات ورايات دينية .... وها نحن اليوم نرى عمق تورط فريق لبناني في الصراع الذي يدور في المنطقة بين الأنظمة الفاسدة في العراق وسوريا تحت شعارات دينية مما يجعل الفريق الاخر الثائر يستنهض شعاراته وجمهوره لمواجهة التحدي ومواصلة التصدي.... فها هناك ما يكفي من جندٍ لدى "المناذرة" الجدد لمواجهة غضب امة ونهضة شعب وتطلعات القوى الحية في هذه المنطقة...؟؟