أيام في السودان

الشيخ حسن عبد الحميد

هاجرنا من بلدنا الحبيب مدينة الباب مضطرين سنة 80 وقدمنا للسعودية

ونحن ننوي عدم الرجوع للوطن الذي يحاربنا في ديننا فقد كنا مدرسيين في وزارة التربية

فنفانا النظام إلى وزارات لاعلاقة لنا بها وكان نصيبي وزارة التموين ورئيسا لشعبة تموين الباب واعتقلنا كثيرا .

توسط لنا أخونا الدكتور حامد الرفاعي مع رئيس لجنة التعاقد في السودان الدكتور حمد الصليفيح وذهب رفاقي قبلي إلى السودان أما أنا فقد ذهبت لوزارة الخارجية السعودية لتصديق الأوراق كان الزحام هائلا وحرارة الشمس لاتطاق فرجعت إلى بيت أخينا عبد الله الأحمد رحمه الله يائسا وقررت عدم الذهاب إلى الخرطوم .

فغضب وأخذ الأوراق مني وغاب ساعة وعاد والأوراق مصدقة.  

ذهبت للسفارة السودانية للحصول على تأشيرة لدخول السودان فرفض السفير وقال اذهب إلى سفارتك فعدت يائسا حزينا . 

فهيأ الله لي صديقا قال هات الأوراق في اليوم التالي احضر لي كتابا من مكتب الأمير ابن الملك خالد موجها للسفارة . 

قدمته للسفير فمنحني فورا التأشيرة وسافرت للخرطوم لالتحق باخواني .

حضرت متأخرا.ً وكان الدكتور حمد الصليفيح -الداعية الإسلامي المعروف في المملكة رئيس اللجنة الذي صار صهرنا بعد ذلك وتوفي في حادث سير على طريق المدينة المنورة وكان ذاهبا لحضور مؤتمر اسلامي وكان نشاطه على مستوى العالم الإسلامي وعضو الندوة العالمية للشباب المسلم ومسؤول التوعية الإسلامية بوزارة المعارف السعودية واعتقل سنوات بالرياض لنشاطه الإسلامي -

سهل لنا الأمور وتعاقد الرجل معنا وقضينا أياما ننعم بمناظر النيل العظيم وننعم بصحبة نفر من الكرام من طلاب العلم

وكان منهم أخونا محمد عبد الملك رحمه الله .

وعدنا من الخرطوم إلى جدة واتجهنا إلى نجران على حدود اليمن لننعم بلقاء أبناء مدينتنا حسن بكار اليوسف وعبد الرحيم الحاج قاسم وهي مدينة تشبه الباب وخطبت على منبرها في مسجد ابي بكر الصديق أيضا عشر سنوات ولنا صداقات فيها لكرام الناس . 

رحم الله الأخ عبد الله الأحمد ورحم الدكتور حمد الصليفيح ورحم المولى الأخ محمد عبد الملك أصابه السرطان قضى حياته غريبا وطوبى للغرباء وفي جنان الخلد إن شاء الله ..

 وحسبنا الله ونعم الوكيل

ولله الامر من قبل ومن بعد 

والله اكبر والعزه لله

وسوم: العدد 650