الثورة السورية ومستقبل البشرية 16+17

الثورة السورية ومستقبل البشرية

أبو طلحة الحولي

الحلقة السادسة عشر

المستقبل لهذه الثورة

قال تعالى :  ﴿  قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ  ﴾ (النمل : 65)

الغيب لله ، والأمر لله ، ولكن هناك سننا ربانية ، لا تتبدل ولا تتخلف ، وهناك مبشرات وانتصارات ، قرآنية ونبوية ، وواقعية ..

المستقبل لهذه الثورة فهي ليست حدثا عاديا ، وليست حربا بين وحش مفترس يحرق الأخضر واليابس وبين شعبه  الأعزل ، وإنما هي في حقيقة الأمر حرب صليبية صهيونية رافضية يتولاها بالنيابة عنهم الإبن المدلل لديهم ، المتعطش للتدمير والدماء ضد الإسلام والمسلمين ..

حرب صليبية صهيونية رافضية ضد إنسانية الإنسان وحريته وعدالته وروحه وجسمه وحضارته ..

حرب صليبية صهيونية رافضية ضد وجود الإنسان كإنسان .. والتعامل معه على انه آلة ، أو عبد أو شيء مهمل أو حيوان ..

حرب صليبية صهيونية رافضية ضد الأديان والأقليات التي كانت تعيش تحت ظل الإسلام في سلام وأمن وأمان ...

المستقبل لهذه الثورة المباركة ، فالفطرة انتفضت ، وعرف الإنسان معنى وجوده ، وغايته ، وهدفه ، ومقصده ..

الفطرة انتفضت ، وعرفت الجواب لماذا خلقنا الله ؟ لعبادته سبحانه وحده ، لا عبادة العباد ..

الفطرة انتفضت تتمسك بالإسلام ، عقيدة وعبادة ومعاملات ، الذي يرعى مصالح الإنسان مهما كان لونه وجنسه وبيئته ونوعه " فالعقيدة بأصولها وفروعها جاءت لرعاية مصالح الإنسان في هدايته إلى الدين الحق، والإيمان الصحيح، مع تكريمه والسمو به عن مزالق الضلال والانحراف، وإنقاذه من العقائد الباطلة، والأهواء المختلفة، والشهوات الحيوانية، فجاءت أحكام العقيدة لترسيخ الإيمان بالله تعالى، واجتناب الطاغوت، ليسمو الإنسان بعقيدته وإيمانه إلى العليا، وينجو من الوقوع في شرك الوثنية، وتأليه المخلوقات من بقر وقرود، وشمس وقمر، ونجوم وشياطين، وإنس وجن، ويترفع عن الأوهام والسخافات والخيالات ....

وفي مجال العبادات وردت نصوص كثيرة تبين أن الحكمة والغاية من العبادات إنما هي تحقيق مصالح الإنسان، وأن الله تعالى غني عن العبادة والطاعة، فلا تنفعه طاعة ولا تضره معصية، وأن العبادات تعود منافعها للإنسان في كل ركن من أركانها، أو فرع من فروعها، والنصوص الشرعية صريحة في ذلك وكثيرة. 

وفي المعاملات بيّن الله تعالى الهدف والحكمة منها، وأنها لتحقيق مصالح الناس بجلب النفع والخير لهم، ودفع المفاسد والأضرار والمشاق عنهم، وإزالة الفساد والغش والحيف والظلم من العقود، لتقوم على المساواة والعدل بين الأطراف. 

وتتجلى مصالح العباد في تحريم الخبائث والمنكرات لدفع الفساد والضرر عن الإنسان، وحمايته من كل أذى أو وهن. 

وتظهر مصالح الإنسان بشكل قطعي في الدعوة إلى مكارم الأخلاق، وحسن التعامل، والإحسان إلى الإنسان، وتجنب الإساءة إليه ولو بالحركة والإشارة والكلمة واللسان، واليد والتصرفات، لتسود المودة بين الناس، ويكونوا كما صورهم رسول الله e، فقال: " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" ([1])

انتفضت وثارت فطرة الشعب ونفضت الذل والهوان ، ومهما حاول الغرب والنظام الوحشي أن يقضي على الثورة المباركة فلن يستطيع .. ﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ﴾  (الروم : 30)

إن مستقبل الثورة إلى خير لكل البشرية ، فالخيرية لا تعرف حدود سايكس بيكو ، ولا تعرف الحدود الجغرافية ، وإنما تعم الأرض جميعا .. وهذا التأمر الكبير من العالم كله شرقه وغربه ما هو إلا برهان ودليل واضح على خيرية هذه الثورة المباركة .. وعلى العالم  أن يراجع نفسه ، وأن يراجع مواقفه ، ويحدد إلى أين يسير ؟ فالطريق الذي يسلكه  في حربه للثورة طريق مغلق مسدود ليس فيه مخرج وبالتالي شقاوته وتعاسته وموته .

والطريق الذي يسلكه في صمته وغض الطرف عن المذابح والتدمير والهمجية الوحشية طريق نهايته دمار العالم .

وعلى العالم أن يعلم حقيقة المعركة  فالصليبية الصهيونية وحلفاؤها الوثنيين والرافضة تحارب الله ، وتحارب دين الله ، وتحارب عباد الله ... ونظرة على التاريخ سيجد أن كل من حارب الله انهزم ولو بعد حين ، وإن الإسلام دين الله باق ، تكفل سبحانه العلي القدير بحفظه .

أين مملكة فارس والروم ؟

أين سبع حملات صليبية كبرى في جيوش جرارة جاءت لمحو الإسلام من الشام ومصر ؟ فكان هلاكهم فيها ، وبقي الإسلام .

أين المغول الذين دمروا كل من يقف إمامهم ، واقتلعوا في طريقهم دار الخلافة وأرادوا ابتلاع الشام ومصر ؟  فكانت مقبرتهم وبقي الإسلام .

 أين الاحتلال الغربي لبلاد المسلمين ؟ فقد عجزتم عن البقاء وعدتم تجرون أذيال الخيبة والهزيمة

أين الاتحاد السوفييتي الذي كان أكبر أسباب انهياره الجهاد الأفغاني ؟

أين الشيوعية الاشتراكية التي زعمت أنها لتحقيق الحرية للطبقة العاملة ، وإزالة الظلم والاضطهاد ؟  اختفت وبقي الإسلام

أين الليبرالية الرأسمالية التي تزعم أنها صاحبة الحربة ، وتنادي بحقوق الإنسان ؟ هاهي تختفي أمام هذه الثورة والإسلام باق ..

أين كافة الأيديولوجيات والمناهج المستوردة والزعامات وأصحاب البطولات المصنوعة على عين الغرب  ؟ لقد فشلت وانكشفت عوراتها والإسلام باق ..

أين النظام العالمي الجديد ؟ يعيش في الوهم والإسلام باق ..

أين الإعلام الذي افترى وشوه وكذب ضد الإسلام ؟ انه يحارب نفسه ويدعو إلى الإسلام بطريقة غير مباشرة ، والإسلام باق ..

********************

الحلقة السابعة عشر

تابع المستقبل لهذه الثورة :

أيها العالم أنتم في حيرة شديدة في كيفية التعامل مع الإسلام ،  وخير للصليبية الصهيونية الرافضية العودة إلى الرشد والكف عن ارتكاب الحماقة تلو الحماقة ، فلا حيلة لهم مع دين الله ، فالإسلام قادم .. والإسلام باق ..  ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ  (التوبة:32-33)

قال تعالى ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِيـنَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُـمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُـمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْـدِ خَوْفِهِـمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ ( النور : 55)

قال تعالى ﴿ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ ( الصافات : 171)

قال تعالى ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ * أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴾ (الحج : 38-41)

قال تعالى ﴿ وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ ( الروم : 47)

وقال تعالى ﴿ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴾ (غافر:51).

وبشرنا رسول الله e بالنصر ، فقال e " بشّر هذه الأمة بالسّناء والنصر والتمكين في البلاد والنصر والرفعة في الدين ، ومن عمل منهم بعمل الآخرة للدنيا فليس له في الآخرة نصيب ".([2])

وقال e " ليبلغن هذا الأمر ـ يعني أمر الإسلام ـ  ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر ، إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز ، أو بذل ذليل ، عزاً يعز الله به الإسلام ، وذلاً يذل الله به الكفر".([3])

وقال e " إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض" .([4])

وقال e " مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَرِ لا يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَمْ آخِرُهُ ".([5])

وقال e " تكون النبوة ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ، ثم يكون ملكاً عاضاً فيكون ما شاء الله أن يكون ، ثم يرفعهـا إذا شـاء أن يرفعها ، ثم تكون ملكاً جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت" ([6])

وبشرنا e بفتح روما عاصمة الفاتيكان : قال عبد الله بن عمرو بن العاص: بينما نحن حول رسول الله e نكتب إذ سئل رسول الله e : أي المدينتين تفتح أولاً: قسطنطينية أو رومية؟ فقال: "مدينة هرقل تفتح أولاً"([7]) .

وقال e " لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ" .([8])

أيها العالم  هل عرفتم أي بلاد تتآمر عليها الصليبية الصهيونية والوثنية والرافضة ؟

بلاد باركها الله العلي الكبير في كتابه الكريم ..

بلاد أخبرنا النبي e عن فضلها ([9])

بلاد دخلها عشرة آلاف عين رأت رسول الله e ([10])

قال تعالى : ﴿ وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ( الأعراف : 137) ، وقال تعالى﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ (الإسراء: 1) ، وقال تعالى في قصة إبراهيم : ﴿ وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَخْسَرِينَ * وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ﴾ ( الأنبياء: 70-71) ، وقال تعالى ﴿ وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ ﴾ (الأنبياء: 81) ، وقال تعالى في قصة سبأ : ﴿ جَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَسِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ ﴾ (سبأ: 18)

بلاد دعا النبي e بالبركة : " اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا".([11])

بلاد تبسط الملائكة أجنحتها عليها ، فقال e : "طوبى للشام" فقلنا لأي ذلك يا رسول الله ، قال " لأن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليها"([12])

بلاد تكفل الله تعالى بها وباهلها قال e: "سيصير الأمر إلى أن تكونوا جنودا مجندة جند بالشام وجند باليمن وجند بالعراق " قال ابن حوالة : خر لي يا رسول الله إن أدركت ذلك ، فقال : " عليك بالشام فإنها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده فأما إن أبيتم فعليكم بيمنكم واسقوا من غدركم فإن الله توكل لي بالشام وأهله "

وفي لفظ آخر أن ابن حوالة رضي الله عنه قال : يا رسول الله خر لي بلدا أكون فيه فلو أعلم أنك تبقى لم أختر عن قربك شيئا ، قال : "عليك بالشام"  فلما رأى كراهيتي للشام ، قال : " أتدري ما يقول الله في الشام إن الله عز وجل يقول يا شام أنت صفوتي من بلادي أدخل فيك خيرتي من عبادي إن الله قد تكفل لي بالشام وأهله" ([13])  

       بلاد فيها الأمان عند وقوع الفتن قال e: "بينا أنا قائم إذ رأيت عمود الكتاب احتمل من تحت رأسي، فظننت أنه مذهوب به ، فأتبعته بصري، فعمد به إلى الشام ، ألا وإن الإيمان حين تقع الفتن بالشام" ([14])

بلاد أهلها ميزان لصلاح الأمة وفسادها: قال e "إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم، لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة" ([15])

بلاد حرام على منافقيهم أن يظهروا على مؤمنيهم، قال e "أَهْلُ الشَّامِ سَوْطُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ، يَنْتَقِمُ بِهِمْ مِمَّنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَحَرَامٌ عَلَى مُنَافِقِيهِمْ أَنْ يَظْهَرُوا عَلَى مُؤْمِنِيهِمْ، وَلَا يَمُوتُوا إِلَّا غَمًّا وَهَمًّا" ([16])

بلاد فسطاط المسلمين فيها يوم الملحمة قال e "فُسْطَاط المُسْلِمِينَ يوْمَ المَلْحَمَةِ بالْغُوطَةِ إلَى جَانِبِ مَدِينَةِ يُقَالُ لَهَا دِمَشْقُ مِنْ خَيْرِ مَدَائِنِ الشّامِ.([17])

وفي رواية ثانية قال e" يوم الملحمة الكبرى فسطاط المسلمين بأرض يقال لها الغوطة فيها مدينة يقال لها دمشق خير منازل المسلمين يومئذ" ([18])

بلاد سطع إليها نور النبي eparbotton عن أبي أمامه الباهلي رضي الله عنه قال: " قلت: يا نبي الله! ما كان بدء أمرك؟ قال: " دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، ورأت أمي نوراً أضاءت منه قصور الشام"([19])

 

أيها العالم لا خوف عليكم من نجاح الثورة السورية ، فنجاحها فلاح وسعادة لهم ولكم  ، ونجاحها هو نجاح للعدالة والحرية وهذا ما لا يريده الغرب وإن كانت تتبجح بشعارات الحرية والعدالة والمساواة ، فشعاراتها خاوية ، مفرغة من داخلها ، ليس لها رصيد فطري أو روحي أو إيماني وإنما رصيد مادي لا يسمن ولا يغني من جوع ..

ونجاحها يعني وجود دولة عادلة ذات سيادة حقيقية وبالتالي سيكون هناك تغيير في قوانين اللعبة الدولية ، وتداعيات إقليمية جديدة على الساحة العربية  ، حيث لا طغيان ولا عدوان من أجل الهيمنة والغطرسة  على أي إنسان مهما كان لونه أو جنسه أو عرقه أو دينه ، وفي نفس الوقت لن تقف ضد أي مصالح مشروعة لأحد من البشر في أي مكان .

أيها العالم لا خوف عليكم من الإسلام بل الخوف من الصليبية الصهيونية والوثنية والرافضة ... فالإسلام قادم لأنه دين الفطرة ، والبناء والحضارة .. دين يرفع الإنسان إلى مكانته اللائقة به ، مخلوق مكرم ذو مكانة عالية ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا  ﴾  (الإسراء :70)

إن مستقبل الثورة إلى خير لكل البشرية ولكن يجب أن نأخذ بالأسباب ولا نستعجل الطريق ﴿  كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمْ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمْ الْفَاسِقُونَ * لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمْ الأَدْبَارَ ثُمَّ لاَ يُنْصَرُونَ   (آل عمران :110-111)

﴿ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴾ .(آل عمران : 120)

               

[1] ) بحث مقاصد الشريعة الاسلامية د. محمد الزحيلي  . والحديث رواه مسلم ( 2586)

[2] ) احمد ( 5/134) ، ابن حبان (2501) ، والحاكم (4/311) ، وقال حديث صحيح ووافقه الذهبي . وصححه السيوطي في الجامع الصغير (3143) وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (23) وفي صحيح الجامع (2825)

[3]) أحمد (4/103) ، والحاكم (4/430)  بمعناه وصححه، ووافقه الذهبي، وابن حبان (1631) وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 1/7.

[4]) مسلم (2889) الترمذي(2177) أبو داوود(4252) احمد (5/278)

[5]) الترمذي( 2869) وحسنه السيوطي في الجامع الصغير (8161) وصححه الألباني في مشكاة المصابيح   (6241) وقال صحيح بمجموع طرقه .

[6]) احمد(4/273) وصححه الألباني في الأحاديث الصحيحة (1/8)

[7]) أحمد (6645) ، وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح ، وذكره الألباني في الصحيحة (4) .

[8]) البخاري (2926) ، مسلم (2922)

[9] ) إن فضيلة المكان والزمان لا تُغنِي عن الإنسان شيئًا إن لم يكن هو مستقيما على الشرع .

[10] ) تاريخ دمشق ابن عساكر (327/1)

[11] ) البخاري (7094) الترمذي (3953) احمد (5987) ابن حبان(7301)

[12] ) الترمذي (3954) ، احمد في المسند (5/185) والطبراني (4933) والحاكم (2/229) وقال صحيح على شرط الشيخين ، ووافقه الذهبي

[13]) أبو داود (2383) احمد (4/100) والحاكم (4/510)  وقال صحيح الإسناد ووافقه الذهبي ، وابن حبان (7306) وقال شعيب الارناؤوط محقق الكتاب إسناده صحيح .  وصححه الألباني في أحاديث فضائل الشام ص13، 28 .

[14] ) احمد (5/198) وصححه الألباني في تخريج أحاديث فضائل الشام ص 15.

[15] ) رواه احمد (3/436) الترمذي (2192) ، وقال: "هذا حديث حسن صحيح" وابن ماجه (2375) وابن حبان (7302)  وقال الارناؤوط في تحقيق الإحسان في تقريب ابن حبان : إسناده صحيح على شرط الشيخين غير صحابيه ، فقد روى له أصحاب السنن . وصححه الألباني في أحاديث فضائل الشام ص 19، والسلسلة الصحيحة (403)

[16] ) الْمُعْجَمُ الْكَبِير لِلطَّبَرَانِيِّ (4054 ) احمد (16065) وحسن إسناده احمد شاكر ، وقال موقوف ظاهرا ولكن له حكم الرفع ، واحتج به ابن تيمية في مناقب الشام وأهله . وأورده المنذري في الترغيب والترهيب (4353) وقال : رواه الطبراني هكذا مرفوعا ، واحمد موقوفا ، ولعله الصواب ، وصححه السيوطي في الجامع الصغير (2766) .

[17] ) احمد (16/24) وصححه الألباني في صحيح الجامع  (4205) وفي تخريج فضائل الشام (15) . فسطاط المسلمين : حصن المسلمين الذي يتحصنون فيه ، وأصله الخيمة .

[18] ) أبو داود (4298)  الحاكم (4/486) وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (3097) وفي تخريج فضائل الشام (15) .

[19]) احمد ( 5/262) وصححه الألباني في الصحيحة (1925)