سُخرية الحضارة

أحيانا يستشعرُ المرءُ الحدث فيما يشبهُ الترابط الكمّي أو ما وراء النفس حسب علم الفيزياء .

لما رأيتُ في إحدى القنوات صياداً يقنص حيوانا ليصطاده ، وقف ذاك الحيوان ونظر إلى الصياد فتردّد في قتله ثم قنصه ، وذهب إليه بخطاً وئيدة فوجد الدماء تسيل من رقبته المائلة ، فبكى الصياد الجاثي على ركبتيه - شفقةً على  هذا الحيوان - برقبة مائلة كذاك الحيوان .

تساءلت ما سيكون موقفه لو سألناه عن حكومته التي أزهقت أرواح ملايين المسلمين المسالمين ؟ هل سينتحر أم أنهم هم الذين أرسلوه لأداء هذا المشهد عبر أفلامهم التي تُـظهر للناس انهم إنسانيون ويقطرون إنسانية حتى على الحيوانات أو أنهم كالأنبياء ؟ .

إن الحضارة تُحلقُ بجناحيّ الروح والمادة ، ولما حلقوا بالجناح الماديّ فقط فلن يتجاوزوا أعلى بناية أقاموها حتى لو وصلوا المريخ ، فلقد أوشك المنحنى البياني لحضارتهم المزيفة أن يصل إلى الصفر ، أو تنهار فجأة  كمنسأة سليمان عليه السلام ، فدول ما يسمى العالم الثالث تخشى ما يسمى بالدول العظمى بالرغم أن ديدان الفساد  تنهش تلك الدول العظمى .

وإن كانت الأحلام والرؤى والفراسة إحدى أشكال أو معاني آلة الزمن لرؤية المستقبل عبر الجناح الروحيّ فإنه خلال سنوات قليلة لن نرى في الأطالس أسماء الدول التي نتفت جناحها الروحي وسترثها الحضارة التي حاربوها بلا رحمة لأنها تريد إنقاذ البشرية من شرهم ودجلهم وظلمهم ، وحين يكون ذلك بمشيئة الله سيحتفل الذين مكّنهم الله من أعدائهم بحفل زواج حضارة الروح والمادة وستكون كلمة الخاتمة هي السخرية ُساعة ً ممن سخروا منا قرنا وستعدل  هذه الساعة كل تلك الحقبة من سخريتهم . 

وسوم: العدد 659