وجوه وتوجهات

لطالما غذيت قدرتي على التحمل من عناقيد الصبر والأمل، التي كانت تتدلى على نافذة الروح في كل المواسم، وارتديت معطف الصمت حين كانت تخذلني كلماتي الملعونة، لكن هناك أفكارا باتت تنكمش على نفسها، بعدما أخذ الغبار حيزا أكبر منها في جمجمتي، هي في الحقيقة فارغة، أو أصبحت كذلك مؤخرا، لكن أن تتوقع "اللا متوقع" يعني أنك قد تسلم من سخرية القدر إلى حدٍ ما، على ما يبدو أنني استنزفت آخر حبة صبر لدي؛ فمواقعنا ومواقفنا وأفكارنا تتأرجح، حتى مشاعرنا وعواطفنا متأرجحة إلى حد كبير ..إننا نقف فوق المد والجزر في الشرق والغرب ..كأن الكرة الأرضية تقف على ساق واحدة مختلة التوازن..أما عن هؤلاء الذين بذلوا قصار جهدهم لتعكير صفو روحك، متقلبي الوجوه والمواقف فعليك قص أرجوحتهم أمام عينيك على الأقل، وفي أسرع وقت ممكن تخلص من تأرجهم بين الأبيض والأسود في تعاملهم المزدوج معك، وكأن هذا العالم لا يكفي ! لم يعد الأمر مهما فبعض الألم نجلبه لأنفسنا حين نفتح الأبواب للأحاديث التي بلا معنى، والتي لا تؤذي إلا انفسنا دون التفكير بعواقب الأمور، ولكن يبقى السؤال كيف نقف على أرضِ ثابتة وكل شيء من حولنا يتأرجح ؟

وسوم: العدد 669