دواعي الفرج

بسم الله الرحمن الرحيم

من سنن الله في خلقه الابتلاء والتمحيص والاختبار وخاصة منهم المسلمين والمؤمنين في اسلامهم وإيمانهم ، وهذا ما يؤكده قوله عز وجل

-        ( لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا ۚ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ )  (البقرة -186 )

-        ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) ( البقرة -155 )

-        والابتلاء يتحقق بأحد الأمور التالية أو بقسم منها أو بجميعها وهي

1-  نقص الأموال او ذهابها كلها بجميع أنواعها المنقولة وغير المنقولة التي يمتلكها البشر

2-  ان يستحر القتل بالأنفس البشرية رجالا ونساء واطفالا كبارا وصغارا

3-  ممارسة الايذاء كالتشريد والتهجير والحصار والخوف والتجويع

وبتحقق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( عن ثوبان بن بجدد رضي الله عنه مولى النبي صلى الله عليه وسلم : ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل افق كما تداعى الاكلة على قصعتها ، قال : قلنا يا رسول الله أمن قل بنا يومئذ ، قال : انتم يومئذ كثير ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل ينتزع المهابة من قلوب عدوكم ويجعل في قلوبكم الوهن ، قال : قلنا : وما الوهن ، قال : حب الحياة وكراهية الموت ) ( رواه الامام احمد في مسنده ) يصبح الابتلاء متحققا ، وما يجري في بلاد المسلمين في ظروفنا الحالية هو تحقيق لمضمون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من تداعي أعداء الإسلام على امة الإسلام فنرى القتل والتهجير والتشريد والحصار والخوف والجوع يعم كثيرا من مواطن المسلمين واصدق مثالا على هذا التداعي لأعداء الإسلام على المسلمين ما يجري في سورية الحبيبة

وإذا ما نظرنا في ديننا حين يحل الابتلاء في المسلمين نجد ان هناك أسبابا تساعد على دفع هذا الابتلاء والخلاص منه  ، والابتلاء يستدعي من المسلمين للخلاص منه والتفريج عنهم من كل ما يصيبهم وخاصة حين يكون بتسلط أعداء الله واعداء امة الإسلام على المسلمين أن يأخذوا بالأسباب التالية

1-  الاعداد والتصدي أي استخدام كل ما لديهم من قوة وامكانيات يستطيعون الحصول عليها ويتمكنون من تأمينها وذلك استجابة لقوله تعالى في مجابهة الأعداء ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ) ( الانفال -60 )

2-  توحيد قوى المسلمين وعدم الفرقة والتنازع في مجابهة الأعداء لان في الفرقة والتنازع وحالة الضعف غالبا ما تكون سببا للهزيمة والفشل واستدامة الابتلاء

3-  تقوى الله واللجوء اليه بالطاعة والتزام أسباب النصر على الأعداء وذلك يكون بالتزام أوامره عز وجل والانتهاء عما نهى عنه سبحانه وتعالى  ، والانسان المؤمن في حياته واجب التوجه الى الله في قضاء حوائجه باللجوء اليه وهو في حالة الابتلاء – كما هو الحال المسلمين في هذه الأيام – يكون اللجوء الى الله أحوج ، لان الله سبحانه وتعالى هو مفرج الكروب ودافع البلاء بقدرته عز وجل وهو ارحم الراحمين وهو اللطيف بعباده وخاصة منهم الذين لا ملجا لهم الا الله مزيل الهم والغم برحمته وعزته جل شأنه وهو قاهر الأعداء وناصر المسلمين

4-  الصبر على اقدار الله في حال الابتلاء على ان يكون متوازيا مع الاخذ بالأسباب السابقة ، وفي هذا امتثال لأمر الله في قوله  تعالى ( وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ) ( البقرة – 186 ) وقوله عز وجل ( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) ( البقرة  -155 )

على ان الصبر المقصود يجب ان لا يأخذ حال الخنوع والاستكانة ويترك الظلمة يعيثون فسادا في البلاد والعباد ، والمسلمون مأمورين بمقاومة الظلم والظلمة ، يقول عليه الصلاة والسلام ( إذا رأيت أمتي تهاب أن تقول للظالم يا ظالم فقد تودّع منهم ) (رواه احمد و الحاكم والبيهقي والبزار )

وسوم: العدد 678