رسالة خاصة ...

الشيخ حسن عبد الحميد

رسالة خاصة إلى المجاهدين جمعيعا ، 

تحت أي سماء استظلوا .....

أو تحت أي نجم وجدوا .....

في يوم مضى من حياتي وجدت نفسي موظفا في وزارة الدفاع السعودية  ، مصححا في مجلة الجندي المسلم في الرياض .

داومت في أول يوم من رمضان ، وإذا بي أسمع أذان الظهر بصوت رخيم الله أكبر ، الله أكبر ، في وزارة دفاع عربية ، يا للعجب !!!!

ساقنا إلى المسجد رائد على كتفه نسر ، ودخلت المسجد وأنا على أتم استعداد وضوءا وطهارة ، 

صلى بجانبي جنرال حقيقة ، وفي المسجد لا كلام ولا ملام ، بل ركوع وسجود لرب العالمين .

دخل ضباط كبار تملأ النياشين الحقيقة صدروهم  ، وبعضهم دخل بجزمته ، وهذا جائز ، جاف على جاف طاهر بلا خلاف ، وأقيمت الصلاة ، أقامها ملازم أول ، أفرك عيني أأنا في منام !!!!!

ضباط كبار يضعون جباههم في الأرض ، يقولون سبحان ربي الأعلى !!!

انتظم صف الصلاة ، وبريق السيوف يخطف الأبصار ، وتقدم عقيد ركن ليكون إماما ، 

الله أكبر عقيد ركن هو الإمام ؟؟ أين الشيخ ؟؟ أين رجل الدين ؟؟

لا كهنوت في الإسلام .

صلى السيد العقيد صلاة خاشعة ، لأول مرة أجد الخشوع في الصلاة من ضباط ، ان صفوف جنرلات أهل الحرب والنضال والضرب والطعن هاهم ، جندي بجانب جنرال ، رقيب بجانب عميد

صلى العقيد الركن أربع ركعات كانت كصلاتي يوما ما في حرم مكة المكرمة ، كان وزير الدفاع يومها سلطان بن عبد العزيز ابنته لطيفة بنت أعظم مسجد في مدينة الرياض يؤمه صفوة القراء والحفاظ في صلاة التراويح ، يستمعون للحفاظ ، اقرأ ان شئت ( ياجبال أوبي معه والطير )

نعود للسيد العقيد إمامنا في المحراب في وزارة الدفاع السعودية ، سلمّ الإمام وكان لصوته هيبة أكثر من تاجه ونجومه ، وتقّدم يعطي درسا عن فضائل رمضان ، أنا طالب العلم كما يقال كنت أسأل نفسي هل هذا العقيد أزهري ، وبقي الجواب عندي ، ليس عند القوم بدع ، صافحنا الإمام وأنا أشعر بعد مضي سنوات بيد العقيد الذي صافح بقوة لمئات من أمثاله ، وعدنا مع الرائد إلى تصحيح المجلة .

( ملاحظة : هذه السطور كتبتها للذكرى والتاريخ ، ولم أنل مكافأة من أحد )

هل أقارن جيشا بجيش !!! 

إن العقيد عندنا يخاطب المجند مع كفر ، ربك ودينك ؟؟؟؟

وقد انتقم هذا الرب لعظمته في حرب حزيران ، ذهبوا بنجوم وتيجان وعادوا وعلى الحمير يركبون ، يلبسون كلابيات صفراء ، يتقدم المنهزمين الجنرال أحمد ونائبه الجنرال أبو حازم

فعلا وحقا ياأمة ضحكت من جهلها الأمم  ، اقرأ مذكرات وزير دفاعنا ياللعار فحش ولمز وغمر ومراهقة صبيانية ؟؟؟ وقارنها بمذكرات مونت جميري الذي يقول ان التربية الروحية من أهم أسباب النصر ؟؟

وعزاء إلى سيدنا خالد رضي الله عنه كان يلبس طاقية فيها شعرات من شعر المصطفى عليه الصلاة والسلام فسقطت منه أثناء الحرب ، عاد رضي الله عنه وهو في المعركة يفتش عن طاقية فيها شعرات المصطفى صلى الله عليه وسلم

نعتذر ونحن لاحول لنا ولا قوة عن هزيمتنا أمام الصهاينة الذين دخلوا المعركة بعد أن وقف كبار الضباط الصهاينة أمام حائط المبكى يبكون ، ويرفعون أيديهم إلى السماء ، وكان ماكان ؟؟؟

وصدق الامام ابن تيمية حين قال ( إن الله لينصر الدولة الكافرة العادلة ، ولا ينصر الدولة الظالمة وان كانت مؤمنة ) 

فعاقبة الظلم وخيمة ، وعاقبة العدل كريمة .

نعتذر في هزيمتنا في الجولان لعقبة بن نافع  وقتية الباهلي فاتح الصين ، أجل والله الصين 

نعتذر لبطل الإسلام سيف الله المسلول خالد رضي الله عنه ، الذي طلب المدد من الصديق ، ونظر خالد في الأجواء وينشق الغبار عن حصان واحد ، يحمل بطلا واحدا ، مااسمه ؟؟

انتظر !! 

وصل البطل وأخذ لسيدنا خالد التحية ، وأعطاه رسالة ، ماذا فيها ، 

أبو بكر الصديق رضي الله عنه يخاطب قائد المعارك : ياخالد إن جيشا فيه القعقاع بن عمرو لايغلب ، ( لن يهزم جيش فيه القعقاع ) 

وقال الصديق رضي الله عنه ( صوت القعقاع في الجيش خير من ألف رجل ) .

سبحانك الله، وبحمدك ، أشهد أن لا إله الا أنت ، استغفرك وأتوب إليك

إلى أحفاد القعقاع دعواتي ورجائي أن تعود الرايات إلى أهلها !!!

اهتفوا الله أكبر ولله الحمد ، اجعلوا تكبيركم كهزيم الرعد يلقي الرعب في قلوب الأعداء 

توحدوا ، توحدوا ، فخالد رضي الله عنه وحد الرايات فانتصر ..

والجهاد أعظم وأفضل من الحج والعمرة ، والتعبد في المسجد الحرام : 

( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر ، وجاهد في سبيل الله لايستون عند الله ، والله لايهدي القوم الظالمين # الذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون ، يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم ) التوبة ٢١/١٩

والله أكبر ولا عز إلا بالإسلام

ونصرك ياقدير

وسوم: العدد 685