ماض ادفنوه وماض أحيوه

د. محمد رشيد العويد

ماذا يحدث إذا نكأ أحدنا جرحه الذي كاد يُشفى؟ ألا يسيل الدم، ويتقيح الجرح من جديد، ويعود الإحساس بالألم؟

هذا ما يحدث إذا قام أحد الزوجين بنبش الماضي، واستحضار ما كاد يُنسى.

يا أيها الأزواج والزوجات: لا تنكئوا جراحا كادت تندمل، ولا تسحبوا الماضي على الحاضر، ولا تفتتحوا صفحات طويت.

مهما ثارت في نفوسكم الرغبة لاستحضار ما مضى، فإن عليكم أن تحولوا دون البحث عنه.

ادفنوا الماضي المتعلق بالخلاف. تناسوا الكلمات الجارحة التي سمعتموها، اغفروا الأخطاء التي صارت قديمة.

وإذا أصررتم على نبش الماضي واستحضاره فاحرصوا على نبش الماضي الجميل، واستحضار ساعات المودة التي عشتموها، واستعادة المشاعر السعيدة التي تفتقدونها اليوم كثيرا. استعيدوا ما كان بينكم من حب، وأحيوا ما مات من الكلمات الرقيقة، واسترجعوا الجلسات الدافئة.

هذا ماض أنصحكم أن تحيوه

وذاك ماض أنصحكم أن تدفنوها

وسوم: العدد 687