أولويتنا الأولى لكي لا نضل ولا ننسى

أولويات ثورتنا نحن السوريين تحددها مصلحة شعبنا الثائر الذي قدم على طريق تضحياته الملايين بين شهيد وجريح ومعتقل ومشرد . نحن لا ننكر على الآخرين أولوياتهم ، ولكن الذي يجب أن نؤكد عليه أننا لنا أولوياتنا. وـأننا كشعب مستضعف تكالبت عليه قوى الشر الدولي والإقليمي ، ننتظر من أصدقائنا أن يعينونا على تحقيق أهدافنا وحماية أولوياتنا ، لا أن يستغلوا ظروفنا لتوظيفنا في تحقيق أهدافهم ، أو أولوياتهم ..

إن الذي نريد أن نثبته ولن نقبل بالتنازل عليه هو أن  أولويتنا الأولى على ضوء مستجدات الثورة السورية هي : تحرير سورية من كل أشكال الاحتلال الخارجي العسكري والطائفي ، الاحتلال الروسي ، بجنوده وقواعده وأساطيله . والاحتلال الطائفي الصفوي بفصائله وعصاباته وأشراره ، اللبنانيين والعراقيين والإيرانيين وأتباعهم وأشياعهم ، ويأتي ضمنا في سياق هذه الأولوية إسقاط حكم العصابة الأسدية ، وإزاحتها عن صدر شعبنا ووطننا بكل رموز هذه العصابة ، ومرتكزاتها العسكرية والأمنية ومنظومتها الاستبدادية ، وجيوب فسادها وتغولها على أبناء شعبنا في حقوقه الإنسانية والسياسية  الأساسية والفرعية . وينضم إلى هذه الأولوية الأولى ولا ينفك ولا يتأخر عنها الحفاظ على هوية سوريتنا وطنا : مسلما سنيا عربيا . ورفض أي تنازل يحاك لتغيير هذه الهوية سواء تم ذلك بالتقتيل أو بالتهجير أو بتنازلات الأغرار الذين لا يعلمون . كل ذلك على قاعدة وحدة سورية أرضا وشعبا جزء لا يتجزأ من ترتيب هذه الأولويات

هذه هي أولويتنا المتضامة بكل فروعها . وعقيدتنا القتالية تتركز في أن : المحتل الخارجي الروسي والطائفي مع العصابة الأسدية هم العدو . وأن أولويتنا على الأرض السورية في قتالهم والإثخان في النيل منهم . ونؤمن إيمانا جازما أن انتصارنا على هذا العدو ، سيسقط تلقائيا كل المشتقات والتوابع ، من القوى والفصائل التي تقلق الآخرين ، ويريدون أن يحرفونا عن معركتنا للانشغال في قتالها والتفريط بقوانا في حرب التوابع والظلال على عداوتها لنا ، ورفضنا لمشروعاتها .

ما كنا نظن أن الأولوية التي أشرنا إليها ( إخراج المحتل وإسقاط المستبد الفاسد ، والحفاظ على الهوية ) يمكن أن تكون موضع نقاش بين حملة لواء الثورة السورية ، وأننا سنضطر إلى الكتابة فيها للتأكيد عليها . إن وحدة سورية أرضا وشعبا حقيقة واقعة ، وليست موضع نقاش ولا جدال ، وهذه الحقيقة إنما يحافظ عليها رجال يؤمنون من إيمانهم بالله القوي العزيز ، بحتمية الانتصار ، وبأهمية الحفاظ على الهوية الوطنية ، هوية الدولة وهوية الشعب على حد سواء .

ثم إن انتصارنا في الحفاظ على ما سبق لرجال الثورة السورية تحريره ولاسيما في مرتكزاته الكبرى : حلب وإدلب وحمص وغوطة دمشق وحوران ودير الزور ، يعني أن الثورة قادرة على امتلاك قواعد الانطلاق لتحرير سائر الأرض السورية ، لتكون كل الأرض السورية تحت راية العدل والحب ، أما وضع العربة أمام الحصان ، بالتماهي مع مشروع التفريط بمنجازات الثورة ، وتحويل مهمة الثوار من مدافعين عن ثورتهم وعن شعبهم ، ليكونوا حرس حدود لهذه الدولة أو تلك ، تحت عنوان ضبابي لأولوية وحدة الأراضي السورية ، بكلام يرشح منه الحفاظ على هذه الوحدة ولو تحت النير الأسدي !! والعودة إلى سورية ( أسدية موحدة ) تحت سنابك القاتل الفاسد المبير ، فهو الشرك الذي يجب أن يرفضه المخلصون ، وان يدينوه ، وأن يبرؤوا منه ، وأن يكشفوا ما وراء زخرفه الخادع ...

أولويتنا الأولى الواحدة الموحدة : لا للاحتلال الروسي – لا للاحتلال الطائفي الصفوي – لا بقاء للزمرة الأسدية ولا شراكة معها . لا تنازل عن هوية سورية المسلمة السنية العربية الموحدة أرضا وإنسانا..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 688