نسر الشرق صلاح الدين الأيوبي

يعتبر صلاح الدين هو منشئ القاهرة الحالية فقد جعل منها مدينة واحدة بعد ان كانت 4 مدن متلاصقة وبعد أن كانت قاهرة الفاطميين مقصورة علي سكني الخلفاء الفاطميين وحاشيتهم شجع صلاح الدين أفراد الشعب علي سكني القاهرة.

كما شرع صلاح الدين في بناء قلعة حصينة فوق جبل المقطم ليتخذها مقراً للحكم وسميت قلعة الجبل، ولكنه لم يسكن فيها لأنه لم يتم بناءها إلا في عهد السلطان الكامل محمد بن العادل أبي بكر بن أيوب ، وهو ابن أخ صلاح الدين والذي حكم مصر في الفترة من 1218 و 1238 م. ولم تكن القلعة معروفة لدي المصريين في ذلك الوقت فقد أخذ صلاح الدين الفكرة من قلاع الصليبيين في الشام وفلسطين. وظلت القلعة هي دار الملك في جميع العهود التالية حتي عهد محمد علي.

كما بني صلاح الدين شمال القاهرة برجاً هائلاً عرف بقلعة المقس ( الماكس) أي جابي الضرائب أو قلعة قراقوش.

كما اهتم صلاح الدين بعمل مراكز محصنة أو نقط حراسة في شبه جزيرة سيناء لأنها طريق عبور الصليبيين لدخول مصر من الشرق. فأمر بانشاء سلسلة من القلاع أهمها قلعة صدر في قلب سيناء شرقي السويس ولاتزال آثارها موجودة إلي الآن.

وقد أنشأ صلاح الدين العديد من المدارس ، منها المدرسة الصلاحية سنة 1176 م وانشأ بجوارها ضريحاً للإمام الشافعي رحمة الله عليه

وفاة السلطان نور الدين محمود وضم الشام الى مصر

..

في مايو 1174 م / 569 هجرية توفي السلطان نور الدين محمود زنكي ودفن في دمشق وخلفه ولده الصالح اسماعيل الذي كان يبلغ من العمر 11 سنة. وكانت هذه الظروف تعد مواتية ليقوم صلاح الدين بضم الشام إلي سلطنته .إلا أن اموري ملك بيت المقدس سبقه في عقد حلف مع مندوب الصالح اسماعيل ضده. ولكن قبل تحرك جيش أموري ضد صلاح الدين مات أموري متأثراً بمرض الدوسنتاريا.

و مع هذا الفراغ السياسي علي الجانبين الزنكي و الصليبي أقدم صلاح الدين علي خطوة حاسمة و لبي دعوة مجموعة من الأمراء في الشام لتخليصهم من الصالح اسماعيل الخائن الذي كان يتعاون مع الصليبيين.

وفي أكتوبر 1174 م دخل صلاح الدين دمشق التي استقبلته بترحاب وهرب الصالح إسماعيل الولد الصغير إلي البيرة ،واستولى صلاح الدين علي حمص وحماه وحاصر حلب. لكنه وافق علي طلب الصلح من الملك الصالح اسماعيل علي أن يحتفظ كل بما لديه ، دمشق و حمص وحماه مع صلاح الدين وحلب مع الصالح اسماعيل. كما استولي علي الموصل بعد أن هزم حاكمها سيف الدين غازي.

وفي 1181 م مات الصالح اسماعيل، وخلفه عماد الدين الذي تنازل عن حلب لصلاح الدين مقابل سنجار وهي مدينة في الجزيرة. وبذلك استطاع صلاح الدين أن يبسط نفوذه علي كل بقاع الشام ويحاصر الإمارات الصليبيية من كل جانب واصبح مستعداً للقيام بالهجوم الكبير ضد الصليبيين.

البعض قد يقول لماذا فعل السطان صلاح الدين هذا مع الملك الصالح اسماعيل ؟ انا اقول انه كان ضروريا أن يتم توحيد كل البلاد الاسلامية تحت حكم الخليفه الواحد لكى يتصدى وبقوه للصليبين, كما أتفق الجميع على تصرفات الملك الصالح غير المسئولة، عموماً غفر الله لة وبذلك نري أن صلاح الدين استطاع في خلال عشر سنوات من 1171 م إلي 1181 م أن يسقط الدولة العبيدية الشيعية الخبيثة المساه زرواً بالفاطمية في مصر ويرثها ويرث الدولة الأتابكية التي انشأها عماد الدين زنكي في الشام. وقد وافقه قدر الله في هذا بوفاة العاضد الفاطمي وعماد الدين زنكي ونور الدين محمود وأموري ملك بيت المقدس جميعاً، مما أحدث فراغاَ سياسياُ كبيراً استطاع صلاح الدين إن يملأه ويوحد مصر والشام ضد الصليبيين كما أراد

،

مصادر (.ابن واصل الحموي - مفرج الكروب في أخبار بني أيوب  )

مصادر ( التاريخ الحربي المصري في عهد صلاح الدين الأيوبي ).

اكتب تم اذا اتممت القراءة شكراً لكم

تحياتى #محمد_منصور

وسوم: العدد 693