إعادة إعمار حلب، تاريخ وفن وعلم وإبداع

حلب .... " سيرة الحب " في قلب كل حلبي .... كأغنية قديمة .... أضاءت قلوبنا ذات يوم ، وبعد الدمار اليوم ، علينا العمل الجاد والمخلص والمثابرة ، كل منا من موقعه ... وبقدر استطاعته ، لتضيء حلبنا قلوبنا من جديد ....وقلوب أبنائنا وأحفادنا.

إعادة الإعمار و....  " التهوية  " .

لقد استخدم سكان حلب أنظمة للتهوية والتبريد ، وهي طبيعية بشكل كامل وتراكمت فيها خبرة آلاف السنين ، وكان ذلك يبدأ من تلقف الهواء النقي والبارد القادم من الفراغ الخارجي ، مرورا بمراحل قد تكون معقدة أحيانا ليصبح الهواء جاهزا ليستفيد منه الإنسان في الفراغ المعماري بأفضل طريقة ممكنة ، وانتهاء بمنافذ الهروب للهواء الذي استهلك وصار فاسدا ومرتفع الحرارة .  

إن كل تلك المراحل تسير بشكل طبيعي ، عبر فراغات معمارية مصممة لها ، كالملقف الذي يتلقف الهواء النقي الخارجي ويمرره بأنابيب جدارية مخفية، وقد يمرر قسم من الهواء بعد ذلك بممرات إجبارية ليلامس مسطحات مائية للتلطيف والتنقية ، ثم ينبعث أخيرا ليملأ الفراغات المعمارية التي يستخدمها الإنسان ، إلى أن يفسد ( تنخفض نسبة الأوكسجين ) بعد ذلك وترتفع حرارته، فيطرد بواسطة فراغات معمارية مصممة لطرده إلى الخارج .

واليوم تقدم لنا التكنولوجيا الحديثة أنظمة للتهوية والتكييف ، هي تعتمد بشكل كامل على الكهرباء ( ومشاكلها ) ، بالإضافة لذلك فهي لا تقدم الهواء بنفس درجة النقاء والطبيعية التي تقدمها الأساليب القديمة ، بالإضافة لمشاكلها الصحية للإنسان وخاصة حين يبالغ في اختيار درجة البرودة ، بالإضافة لمشاكل التكنولوجيا الإقتصادية .

والسؤال لأهل حلب :  *** هل التقنية القديمة الطبيعية في التهوية والتكييف هي الحل الأمثل في إعادة الإعمار ، أم التقنية الحديثة ( التكنولوجيا ) ، أم الإثنين معا .... وخاصة إذا كان المزج بين القديم والحديث فيه الكثير من المرونة والتي قد تصل أحيانا لحد الإبتكار والإبداع *** .

بالنسبة لي ( رأيي الشخصي ) أقترح : إعتماد الحلول التقليدية الطبيعية ....بعد تطويرها بأقصى درجة ممكنة ، ولا مانع من إدخال التكنولوجيا الحديثة في حال الضرورة القصوى ...ولكن بشرط أن يكون التصميم بحيث تبقى دورة التهوية تعمل بشكل كامل ولو توقفت الإدخالات التكنولوجية الحديثة ، حتى لا نتعرض من جديد لمشاكل التكنولوجيا والكهرباء .

حلب 22  / 11 / 2016 م.                                                                      لؤي داخل

الصورة : جهاز التكييف : عمل في غرفتي عددا قليلا من الساعات منذ خمس سنين وحتى اليوم ، وحتى قبل 2010 م فإن الكهرباء تنقطع لساعات طويلة ، وخاصة في أيام الصيف الحارة أو أيام الشتاء الباردة ، وهي أيام الحاجة للتكييف ...؟!.، والكثير من دول العالم تعاني من نفس المشكلة ( بنسبة أو بأخرى ) .

الرسم ( كروكي ) : الملقف : لم يتوقف عمله آلاف السنين طالما أن هناك هواء في السماء ، وقوده الهواء الطبيعي بحركته التلقائية ... وفقط .؟!.

وسوم: العدد 695