ضعف الاضطرار.. وضعف الاختيار

أن تكون ضعيفاً ، بعدّتك أو عتادك ، في مواجهة عدوّك ، فهذا ليس عيباً ، فمن النادر – وشبه المستحيل - أن تتساوى قوّتان متصارعتان ، في كل شيء ، في صراع ما ! ولكن هذا لايعفيك ، من السعي ، إلى التغلب على ضعفك !

 لكن ، أن تصنع ، لنفسك ، بعض أنواع الضعف ، دون أن يفرضها عليك أحد، فهذا إجرام حقيقي ، بحقّ نفسك ، وبحقّ من يلوذ بك ، أو ينقاد لك .. بل هو خزي مقيت !

 ومن أنواع الضعف ، التي يمكن أن تصنعها لنفسك : 

الضعف النفسي الذي تحسّ به : حين تنقله إلى أتباعك ( فيسبّب ، لديهم: إحباطاً ، أو خوَراً ، أو وهناً !) . الضعف الفكري : حين تجد نفسك ، عاجزاً عن التماس الحلول ، وتوظيف القوّة التي لديك .. وتضيع الفرص المتاحة لك ، دون أن تبحث عن المؤهّلين، بين أتباعك وأنصارك ومؤيّديك .. لابتكار الحلول ، وتوفير بعض القوى التي تحتاجها ! الضعف المالي : الذي تسبّبه لنفسك ، حين تدير المال ، الذي لديك ، بطريقة فاسدة ؛ إذ ترتّب أولوياتك ، بشكل مرتجل مسطح ، دون أن  تدخِل أنواع الحساب المختلفة ، في تقديرك ! فالإدارة الناجحة ، تقتضي حسن المزج والتوليف ، بين : إدارة الرجال ، والأعمال ، والمال ، والأوقات ، والأزمات ! وهناك أنواع أخرى ، من الضعف ، تستطيع أن تتغلب عليها ، لكنك تهملها، حتى تستشري في صفك ! وقد تزيدها ، أنت ، بنفسك ، ضعفاً ، حين تسامِح أصحابها ، أو تقرّبهم منك ، أو تضعهم في مواقع قيادية ، يكونون فيها ، قدوة لغيرهم ! ومن أهمّ أنواع الضعف ، هذه ، ضعف الخلق الواضح ! ( ومن أبرز مظاهره : الغيبة ، والنميمة ، والفظاظة ، وعدم التورّع عن المال الحرام، والتخلق ببعض أخلاق المنافقين : إذا حدّث كذب ، وإذا وعدَ أخلف ، وإذا اؤتمن خان .. وإذا عاهدَ غدَر، وإذا خاصمَ فجَر! ) .   

وسوم: العدد 698