أيها المسلمون ..أيها العرب، حلب دافعت عن وجودكم عشرة قرون ...هلا دافعتم عنها يوما

كلما ذكرت مدن الحضارة الإسلامية دمشق وبغداد والقاهرة يجب أن تذكر حلب . حلب مدينة الحضارة ومدينة الثقافة ومدينة الصناعة ومدينة التجارة ربما هذا مما يعرفه ويتداوله الكثيرون ... وربما مما يغيب عن أذهان الكثيرين ، عن عقولهم وقلوبهم ، أن حلب العظيمة الجميلة كانت ثغر الأمة ، والخط الأول في الدفاع عن وجودها على مدى عشرة قرون .

عشرة قرون تقريبا منذ الفتح الإسلامي الأول حتى سقوط الامبراطورية البيزنطية ، وسيطرة العثمانين على الأناضول عمليا . وحلب هي الثغر ، وهي الجبهة . هي نقطة انطلاق الصوائف والشواتي الأموية ، وهي خط الدفاع الأول عن دمشق وعن بغداد وعن القاهرة وعن مكة وعن المدينة المنورة ، عندما أصبحت الأمة تغزى ولا تغزو.

في كثير من المعارك التي كانت تقع في فضاء حلب ، أو قريبا منها ، أو تدور تحت أسوارها كان المؤرخون يقررون ويكررون ، لو انتصر جيش الغزاة في هذه المعركة لما وجد من يصدهم دون دمشق أو دون بغداد أو دون القاهرة أو دون أخص خصوصيات الإنسان ..

على مدى عشرة قرون ، وعشرة قرون تعني ألف عام ، وألف عام تعني ( 360000 ) يوما كانت حلب ، الذبيحة الشهيدة المخذولة اليوم ، تصد في كل عام غزوة أو غزوتين عن بيضة هذه الأمة. يتذكر العثمانيون أنهم لم ينتصروا على دمشق ولا على القاهرة ولا على ما يليها من بلاد العروبة إلا بعد أن كسر السلطان سليم سور حلب الحديدي في مرج دابق قرب حلب .

عشرة قرون ، ألف عام ، 360000 ألف يوم صدت حلب ، وصمدت حلب ، وتصدت حلب ، ونصرت حلب ، ودافعت حلب ، وأطعمت حلب ، وأنجدت حلب ، وجادت حلب ، وأنجدت حلب ... واليوم تلقى حلب نفسها مفردة معزولة خذلها أقرب الناس ، تخلى عنها من أرضعته ومن غذته ومن آوته ومن رعته ومن علمته ومن وسدته ...!!

أيها العرب ..أيها المسلمون ردوا على حلب كل مائة يد بيد ..كل ألف يد بيد ..

حلب اليوم تنادي الخاذلين والحاقدين والشامتين واللامبالين :

قل للشامتين بنا أفيقوا ... سيلقى الشامتون كما لقينا

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 698