كن عصاميًا ولا تكن عظاميًا..

-العصامي: يضرب مثلاً لمن يرفع قدره بنفسه وباكتسابه دون الاعتماد على غيره. والعرب تسميه اسمًا آخر وهو الخارجي الذي خرج بنفسه من غير أولية كانت له أي لم يسبقه أحد من آبائه وأجداده إلى هذه النباهة وهذا الذكر وهذا المجد.

-العظامي: وهو نسبة إلى عظام الموتى، كناية عن الافتخار بالآباء والأجداد.

يقول الشاعر: إذا ما الحيُّ عاش بعظمِ ميت *** فذاك العظمُ حيٌّ وهو ميتُ.

ويرجع مصطلح عصامي الى عصام حاجب النعمان الذي أصبح ملكًا لعلو همته، وحسن تدبيره، وقوة عقله بعدما كان مجرد حاجب وفي ذلك يقول النابغة الذبياني  : نفسُ عصامٍ سوّدتْ عصاما ..وعلّمته الكرّ والإقداما .. وصَيّرته ملكًا هُماما ..حتى علا وجاوزَ الأقواما

أي صارت نفسه مثلاً يضرب في نباهة الرجل من غير إرث قديم. وعكسها العظامي الذي يتكل على نسبه ويتعاظم بآبائه وأجداده .. ومن طرائف مصطلح عصامي :

إنه وُصف عند الحجاج رجلٌ بالجهل، وكانت له إليه حاجة، فقال في نفسه: لأخْتَبِرَنَّهُ، ثم قال له حين دخل عليه: أعِصَاميًا أنت أم عِظَاميًا؟ يريد أشَرُفْتَ أنتَ بنفسك أم تفخر بآبائك الذين صاروا عظاما؟ فَقَالَ الرجل: أنا عصامي وعظامي، فقال الحجاج: هذا أفضل الناس، وقضى حاجته، وزاده، ومكث عنده مدة، ثم فاتشه فوجَدَه أجْهَلَ الناسِ، فقال له: تصدُقُنِي وإلاَ قَتلتك، قال له: قل ما بدا لك وأصدقك، قَالَ: كيف أجَبْتَنِي بما أجَبْتَ لما سألتك عما سألتك؟ قَالَ له: والله لم أعلم أعصامي خير أم عظامي، فخشيت أن أقول أحدهما فأخطئ، فقلت: أقول كليهما، فإن ضرّني أحدهما نفعني الأخر، وكان الحجاج ظَنَّ أنه أراد أفْتَخِرُ بنفسي لِفَضْلِي وبآبائي لشرفهم، فَقَالَ الحجاج عند ذلك: المقاديرُ تًصَيِّرُ العَيَّ خطيباً، فذهبت مثلاً.

مجمع الأمثال للميداني، ج2، ص 331-332.

المجالسة وجواهر العلم للدينوري، رقم الحديث 2181.

علو الهمة لمحمد بن أحمد بن اسماعيل المقدم، مصر، 2004، ج4، ص9(المكتبة الشاملة).

وسوم: العدد 701