مفهوم الطائفية نفق مظلم جداً

أرى لزاماً علينا نحن المعاصرين للأحداث التي تجري في منطقة الشرق الأوسط منذ بداية القرن الواحد والعشرين، أن نسلط الضوء الكاشف على مآسي وعيوب وكوارث المنهج الطائفي الذي ينتهج في دهاليز السياسة وقيادات الحكم والبلاد. 

إن المنحى الطائفي دون الوطني هو منحى انتحاري مدمر لأصحابه أولاً وللجهة المقابلة له.

إن العراق الحبيب دخل في نفق الطائفية السياسية المذمومة وكاد يخسر  كل مقومات الدولة الحقيقية عندما أراد سياسيوه وحكامه ركوب مركب الطائفية الأهوج الذي أودى بالسائق والركاب والمارة إلى قدر أسود أشبه بالهلاك ولا يعرفون كيفية الخروج منه!. 

إن انتهاج الطائفية منذ أربعين عاما لدى هيئة الحكم في سوريا أودى بأصحابها إلى الهلاك... وهي حالة واقعية قهرية دفعت الجهة المقابلة لها إلى التخندق بالطائفة أيضا.. ولكن بدافع قسري ناتج عن ردة فعل. وهذا ما نحذر منه. 

أتطلع إلى ثوارنا ومعارضينا ومجاهدينا وكل الأحرار الشرفاء في الثورة السورية أن يخرجوا داء الطائفية اللعين من عقولهم وصدورهم... فهذا المرض اللعين استخدمه أعداء الثورة في ايذائنا وقتلنا وحرقنا وذبحنا. 

إن طهارة وشرف أهداف ثورتنا القائمة والمستندة على القيم الوطنية والعقائدية الصحيحة تأنف أن تجعل هذا المفهوم العصبوي النتن هو من يتحكم بمجريات الثورة الآن ولاحقا. 

إن إيران وبقية الدول المعادية للعرب تحض وتسعى  لإظهار هذا المفهوم بكل تجلياته لأنها تعلم بأن هذا المركب سيحطم كل من يعترض طريقه... ويحول المكان إلى خراب يسهل التحكم فيه واللعب عليه وعلى أهله ومقدراته .... فحذار من الإغراق في هذا المنحدر لأنه منزلق خطر لا يأمن فيه مرتاده من الانحدار نحو القاع.

وسوم: العدد 702