رسالتي إلى كل فئات الشعب وإلى القادة السياسيين في فلسطين

د. عبد العزيز طارقجي

رسالة لكل الفئات الشعبية المتناحرة بالاتهامات على ارض غزة والضفة او عبر فضاء مواقع التواصل الاجتماعي وأخص منهم الفيسبوكيين الفلسطينيين "عذرا لهذا التعبير" مع محبتي وإحترامي.

تحية طيبة اليكم

يا ايها الاخوة لما هذا التناحر والتصادم والدفاع المستميت عن اجهزة ارتكبت الاخطاء والتجاوزات والانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة .... هل نسيتم ان الهم واحد والقضية واحدة وكأنه لم يبقى لدينا شيء إلا لنسحج ونطبل ونزمر وندافع ونخون ونعطي الشهادات الوطنية لمن نريد ونطلق اتهامات العمالة لمن نريد؟؟.

هل نسيتم اننا كنا وما زلنا شعب يعيش تحت هيمنة وسيطرة الاحتلال السياسية والعسكرية والأمنية ؟؟؟

هذا المسؤول او ذلك الذي تؤيده وتدافع عنه بكل قواك ماذا قدم لأهلك وعائلتك ورفاقك حتى نبدأ بتحليل دم منتقديه وتسعى بخطابات لتشرع العنف لصالح هذا الطرف او وذاك.

ألم تشاهدون يا أخوتي هذه القيادة السياسية بشقيها الغزاوي والضفاوي تجتمع دوما على الولائم و المناسف وتقضي اوقات الرفاهية في المباحثات وتعلو صيحات ضحكاتهم امام شاشات التلفزة والاعلام وهم يلتقطون الصور الفوتوغرافية وكأن شطري الوطن بألف خير ... على ماذا يدل هذا برايكم ... أليس هذا أكبر دليل أنهم متفقون وأصدقاء وأحباء وشركاء وخلافهم فقط حول مصالحهم الشخصية أو المحاصصات السياسية ؟؟.

المقاومة نعم حق مشروع للشعب الفلسطيني وقد أعطى القانون الدولي الأهمية الكبيرة لمبدأ حق الشعوب في تقرير المصير، وحقها في الدفاع عن النفس وطالما فلسطين تحت الاحتلال المقاومة هي حق شرعي وقانوني للشعب الفلسطيني ولكن لا علاقة للمقاومة في السجالات السياسية والمناكفات في أروقة المسؤولين و لا علاقة للمقاومة في الأجهزة الأمنية وهناك فرق شاسع بينهم ، فالأجهزة الأمنية من واجبها حفظ الأمن وحماية المواطن لا قمع المواطن وإذلاله ومن هنا لا ننسى حق الإنسان في العيش بحرية وكرامة وأمان ... فأين الأمان و الكرامة والحرية في ظل القمع للحريات والإعتداءات على المواطنين في التظاهرات السلمية في غزة والضفة ؟؟؟

هل أصبح الشعب الفلسطيني يعيش في دويلات عسكرية او في مملكات وإمارات ديكتاتورية لا ترى إلا نفسها وحاشيتها؟؟.

بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال يحاكم وزوجته لتلقي بعض الهدايا وفي فلسطين العربية يتورط المسؤول بالفساد والنهب والسرقة ولا يتجرأ أي قاضي على توجيه التهمة له ، في كيان الاحتلال أي مسؤول معرض للمسائلة والملاحقة القانونية و في فلسطين العربية تقمع الكلمة ويرمى المواطنون بالسجون بتهم أقلها ما يسمى "إطالة اللسان" .

للأسف وبكل أسف إنه لشعور قاسي يدمي قلوبنا بأن نشاهد ما يفعله الاحتلال بحق شعبه وشعبنا في الأراضي المحتلة من إنصاف بالقانون وما نشاهده من حكومتينا الغزاوية والضفاوية في قمع المواطن وإهانة كرامته بسيف القانون.

يا أخوتي لنرتقي قليلاً ونفكر بما يدور حولنا فهؤلاء المسؤولين لم يكونوا مسؤولين لولا أصواتكم وتأييدكم لهم وهم دونكم لا يساوون شيء، فلا يوجد أي تبرير لأعمال العنف او الإعتقالات أو المداهمات الليلة للمنازل أو الاستدعاءات الأمنية المستمرة لإذلال المواطن الفلسطيني في غزة والضفة على حد سواء.

يا أخوتي لنتذكر مقولة أن الدم لا يصبح ماء، ولنأخذ بعين الإعتبار أنه طالما ندافع ونبرر لهؤلاء المسؤولين أعمال القمع والترهيب فقد يقع لنا في المستقبل  قريب أو أخا أو صديقاً تحت ظلم هذا القمع وفي تلك الاثناء كيف سيكون التبرير؟؟.

يكفينا مهاترات وإتهامات وتبريرات وتكفيرات و تخوينات ولننظر بأننا شعب واحد ووجع واحد وصوت واحد ولنقف لإجبار هؤلاء القادة السياسيين والعسكريين على إنهاء الإنقسام فوراً دون قيود ودون شروط وإن لم يسمعوا فانبذوهم ولا تدافعوا عنهم لتخسروا شعبكم من أجلهم وهم قد يبيعونكم في أول وليمة يجتمعون حولها.

وتذكروا يا أخوتي لا يستطيع أي فريق سياسي في الساحة الفلسطينية بشطب أو إلغاء الفريق الأخر وخلافهم هو مصالح شخصية ومقاسمات للحصص والنسبية ولكن يخبئ البعض تحت العباءة الوطنية أو الإسلامية أو الثورية.

عن أي قيادة تدافعون ... عن قيادة غزة التي منذ أكثر من شهر ناشدها فلسطينيون ما يزيد عن 1500 نسمة، يقيمون في 250 منزل مشيد من الباطون والحجر بسقف زينكو مهددين بالتهجير القسري بسبب هدم تلك المنازل في حي الامريكية شمال بيت لاهيا بذريعة أنها ارض للحكومة ومنازلهم عليها منذ سنوات هذا ماعدا الإعتقالات والإستدعاءات وأعمال القمع التي تعرفونها.

أم عن قيادة رام الله التي لا تترك فرصة لملاحقة أي من يعارضها أو يعبر عن رأيه ولو بالكلمة للزج به في أقبية التعذيب في سجون المخابرات في بيت لحم ونابلس، بالإضافة للتوقيف الإحتياطي الشبيه بممارسات التوقيف التي يرتكبها الاحتلال.

أكتب هذا الكلام نصيحةً ومحبة وحرص وإحترام لكم ولعقولكم الناضجة التي أحترمها مهما اختلفت معها بالرأي، ولا أكتب تحريضاً لهدف ما أو لشهرة أو لمساندة أي طرف.

ولقادة الحكومتين الفلسطينية والفصائلية ...

إلى متى سيبقى الحال هكذا وإلى متى سيعيش المواطن الفلسطيني تحت سطوة أجهزتكم الأمنية البوليسية ؟؟.

إلى متى سيبقى الظلم والقهر والذل يمارس على المواطن في حكومتي الضفة وغزة واللجان المنبثقة عن الفصائلية.

إلى متى سيبقى المواطن الفلسطيني يعاني من إعتقالات تمس كرامته وإهانات توجه أمام عائلته وتعذيب في أقبية التعذيب لأجهزتكم البوليسية.

ألم تصحى ضمائركم ... ألم تسمعوا أصوات الأمهات وهي ترفع صوتها بالدعاء عليكم حين حملات الإعتقال ؟؟؟ ألا يوجد بينكم يسعى لضمد الجراح بدل التنكيل بها.

إتقوا الله بشعبكم و أتركوا الكراسي و التفتوا للشعب بدل إعطاء ظهوركم له فإن شعور المواطن الفلسطيني حينما يتم الاعتداء عليه من السلطة الضفاوية او السلطة الغزاوية هو شعور قد يشبه بالكفر بهذا الوطن وبهذه القضية التي تحولت بفضلكم إلى ورق وخطابات وبهؤلاء القادة الذين يظهرون وجه البدر ويخفون وجه الغول.

وأختم قائلاً دون حياء منكم ... سحقاً لكم ولسياساتكم وكما قالها المظفر سابقاً لا أستثني منكم أحدا .

وأتمنى ألا نصل الى مرحلة يطلب فيها الشعب الفلسطيني بأن يحكم من قبل المحتل الغاصب للأرض بدلا منكم وقد وصل البعض بفضل ممارساتكم الى ذلك ومن ينكر هذه الحقيقة فهو أعمى أو يبحث عن التضليل ... تحركوا قبل فوات الأوان وأرفعوا سطوة الأجهزة الأمنية البوليسية عن رقاب الشعب الفلسطيني.

وسوم: العدد 703