تَحْطِيمُ الجُسُورِ

د. حامد بن أحمد الرفاعي

مِنْ أبرَزِ مُؤشراتِ التَخَلّفِ وَالانْحِدارِ الحَضَاريِّ لأيّ أمَةٍ..وَمِنْ أخطَرِ سُلُوكياتِ الخُرُوجِ مِنْ حَرَكةِ التَقدُمِ وَالارتِقاءِ والإبدَاعِ..ومِنْ أشَدِّ خُطواتِ الانتِكاسِ سُوءاً بِقيمِ الأمْنِ وَالسْلَامِ الإقليميِّ والعَالميِّ..وَمِنْ أبْشَعِ جرَائمِ الاعتدَاءِ عَلَى ثَقَافَةِ التَعَايُشِ البَشَريِّ وَالتَعَاونِ وَالتَنَافُسِ بَيْنَ الثَقَافَاتِ وَالحَضَاراتِ..هَدْمُ الجُسُورِ مَعَ الآخَرِ..وَكَرَاهيَّةُ الآخَرِ وَإقصَاءُ الآخَرِ..وَعِلَةُ ذَلِكَ كُلِّهِ..وُمَصدَرُ هَذَا الوَبَاءِ السِيَاسِيِّ المُدَمرِ..هُو الانْحِدَارُ بِقِيَمِ وَثَقَافَةِ أمَةٍ مَا مِنْ قِمَمِ التَألُقِ الإنْسِانيِّ إلَى سُفُوحِ وَحُفَرِ الانْعِزَالِ الشَعبَويِّ أو القُوْميِّ أو العِرْقيِّ..والتَحَولُ بِالمُجْتَمَعَاتِ البشَريَّةِ مِنْ سُمْو قِيَمِ وَثَقَافَةِ الحُبِ والمُودَةِ وَأنْسَنَةِ العِلَاقَاتِ البشَريَّةِ..إلَى ثَقَافَةِ حماقاتِ تَعْظيِّمِ الذاتِ والاسْتِعْلَاءِ وَتَنْميَّةِ الكراهيَّةِ والبَغْضَاءِ بَيْنَ الشُعوبِ وَالأمَمِ..وَبعدُ:فَإنَّ مِصدَاقيَّةُ وَجدِيَّةُ قِيمِ أيِّ دِينٍ أو ثَقَافَةٍ تَبقى مُرتَهَنَةً بِقُدرَتِها عَلَى المُبَادَرَةِ لتَحمُّلِ مَسؤولِياتِ وَقفِ حَالَةِ تَدهورِ السَيرِ الحَضَاريِّ في العَالَمِ..وَمَنْ أجْدَرُ بِالإسْلَامِ وَقِيمِ الإسْلَامِ وَبِالأمَةِ الإسْلَاميَّةِ مِنَ النُهوضِ بِوَاجِبَاتِ هَذِه المَهمَةِ الجَلِيلَةِ النَبيلَةِ..أليسَت أمَةُ النِداءِ الربَانيِّ المُقَدَسِ:"فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ "..؟

وسوم: العدد 706