مدرسة الفردوس

الجولة السابعة : مدرسة الفردوس .

نسبة السلامة فيها اليوم من الحرب 100% ( باستثناء قبة ثانوية قرب المدخل والجدار الخلفي للإيوان ، وهما في حالة تسمح بالترميم بكل سهولة ويسر ونجاح ) .

بنيت في عهد الملكة ضيفة خاتون ، زوجة ملك حلب الظاهر غازي بن الملك صلاح الدين الأيوبي في 633 هجري ، في عصر كانت حلب عاصمة مملكة أيوبية ومن أجمل وأشهر الممالك في العالم ، وتشكل إحدى ممالك الدولة الأيوبية التي كانت حينها من أقوى الدول في العالم وأكثرها حضارة .

لقد تخرج من هذه المدرسة علماء وفنانون غيروا مجرى التاريخ ، و تمثلت في الكتلة المعمارية لهذه المدرسة قمة الإبداع المعماري من حيث الشكل والنسب والحجوم والألوان والوظيفة والتقنية والتفاصيل ، وذروة الشاعرية المرهفة التي تنطق بها كل أحجار هذا الجامع العتيق ، وكأنها تخاطب زائرها قائلة : أنا لك .... سخرني الله لأكون إبداعك حين ترقى بالفكر ، وروحانيتك وشفافيتك حين تسمو بالمشاعر ، وطريقك المعبدة ...... إلى الله .

وحين زار المدرسة رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية ( في القرن العشرين الميلادي ) ، دهش حين رأى المحراب العظيم وبركة الماء التحفة ، وأقترح أن ينقلهم إلى باريس ، لكن مستشاروه قالوا له : لا يوجد في فرنسا من يعرف كيف سيجمعهم من جديد ويركب قطعهم كما كانت ؟! .. فألغى المسؤول الفكرة .

أخيرا ..... ومع الأذان يصدح ويرتد صداه من الأحجار الأيوبية مطربا عصافير الدنيا اليوم ، دخلت صالة الصلاة ، كانت حزم من أشعة نور تتسابق من النوافذ لتضيء قلوب المصلين ، ....... وقفت تحت قبة تنادي السماء ، قرب منبر يشع بالفن والإبداع ، وأمام محراب يعتبره الكثير من المؤرخين من أعاجيب الدنيا ، ويقول الكثير من نقاد الفن في العالم أنه : من الأجمل والأكثر فنا في العالم الإسلامي قاطبة ........ وصليت ....... وعلى سجاد الجامع العتيق ركعت ....... وبخشوع سجدت ........ وكأني رأيت بقلبي دموع  الملك الأيوبي باني حلب ومن أهم مؤسسي حضاراتها .....فبكيت .

وسوم: العدد 707