الجولة السادسة: أبواب حلب

تصل نسبة سلامة أبواب سور حلب من الحرب الأخيرة .... إلى أكثر من 95% ،  إذا استثنينا برج باب المقام الذي أصابه خراب كبير .

ولسور حلب القديمة أبواب يقارب عددها العشرين ، إندثرت غالبيتها ، وبقي منها ليومنا هذا  خمسة أبواب لم تنل من هيبتها وعظمتها كوارث الزمن ، وبقيت لليوم آثارا عظيمة لحضارات قديمة .

1 )  باب قنسرين : جدد في 1256 م ، ورمم في 1415 م ، ثم رممه قانصوه الغوري .، منه دخل هولاكو حلب .

2 ) باب انطاكيه : خربه الروم ( نقفور ) في 351 هجري ، ثم بناه سيف الدولة في 353 هجري ، ثم هدمه صلاح الدين الأيوبي وبناه من جديد في القرن 12 م .. كما نراه اليوم ، منه دخل المسلمون حلب في 637 م .                          .                        

3 ) باب الحديد   : بناه قانصوه الغوري في القرن 16 م . 

4 ) باب المقام    : فتحه الملك الظاهر غازي في سور حلب ، ثم جدد في العصر المملوكي ( قايتباي ) عام 1493 م .

5 ) : باب النصر : كان يسمى " باب اليهود " لقربه من مقابر اليهود خارج الأسوار وقرب الباب ، أعاد بناءه الملك الظاهر غازي وجعل إسمه " باب النصر " تفاؤلا بانتصارات قادمة .

لقد هاجم الصليبيون حلب في 1124 م ، بوحشية وقسوة لاحتلالها ، إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك بسبب قوة حضارة أهل حلب ومناعة أبواب وأسوار مدينتهم ، وسلمت حلب .... لمئات السنين ..... من بطش الصليبيين في بلاد الشام .

ويقول مؤرخ حلب " ابن العديم " ، الذي عاش في القرن 13 م ، في كتابه : زبدة الحلب من تاريخ حلب :

*** عندما كان البيزنطيون يحاصرون حلب في عهد سيف الدولة الحمداني ، التهبت الفوضى ذات يوم وتراكض بعض الأشرار من سكان حلب يتسابقون لنهب البيوت والأسواق والخانات والأملاك ، فانشغل حراس سور المدينة وأبوابها بملاحقتهم لضبط الأمن ، وعرف بذلك الأعداء البيزنطيون فتجرؤوا وحينها دخلوا حلب ، وعاثوا فيها دمارا وحرقا ووحشية حتى أنهم قتلوا كل من صادفوه من الرجال وسبوا النساء وأخذوا الأطفال .

والسؤال الكبير اليوم : هل استطاع الأعداء اختراق مدينتنا لأننا لم نصنع لها أبوابا حصينة وأسوارا منيعة تناسب عصرنا ، وزاد البعض على هذا التقصير الحضاري بالركض بما يشبه ركض بعض الأشرار أثناء الحصار البيزنطي منذ حوالي الف عام ، فانشغل الجميع عن حماية بلدهم وحضارتهم ...وحتى أهلهم .

أعتقد جازما : أن أحدا لم يكن يستطع أن يقتل أو ينهب أو يحرق أو يدمر البنيان ، لو كنا قد أعددنا ما استطعنا من قوة الحضارة والإنسان .

وسوم: العدد 707