كلّ الحقّ على كيري!!

عارف الصادق

طبعا كيري مذنب. اعتذر الرجل لكنّ اعتذاره غير كاف. لا بدّ من معاقبته ليتعلّم غيره على الأقلّ! كيف يصرّح كيري أنّ " حلّ الدولتين هو الخيار الوحيد.. لأنّ الدولة الواحدة تصبح دولة أبرتهايد /تمييز عنصري، فيها مواطنون من نوع ب، وتقوّض قدرة إسرائيل على بقائها دولة يهوديّة"؟ هل يمكن لدولة قامت تحقيقا لوعد يهوه، يتآخى فيها الذئب والحمل، أن تنقلب دولة عنصريّة؟!

 كيف يجرؤ كيري، حتى إذا كان وزير خارجيّة أعظم دولة، وطوله مترين حتى، وشعره ملء ٍرأسه – كيف يجرؤ على هذا التحريض الأرعن؟ ألا يعرف حضرته أنّ إسرائيل " دولة يهوديّة ديمقراطيّة" يتمتّع فيها المواطنون العرب بكلّ الحقوق، ولا تمييز فيها قيد أنملة: لا تنتقص حقوقهم، ولا تصادر أراضيهم، ولا تتعرّض قراهم لهجمات "تاج محير" - ورقة الثمن؟

 طبعا اعتذر كيري عن قولته الفظيعة هذه. لكنّ اعتذاره لا يكفي. ما قاله، ظانّا أنّه لا يُسمع ولا يسجّل، هو ما يؤمن به فعلا! فكيف يمكن قبول اعتذاره إذا كان يؤمن، ما في ذلك شكّ، بما قاله؟ وهو يرغب، كما نعرف نحن، في ترشيح نفسه لرئاسة الولايات المتّحدة بعد أوباما. طويلة عليك يا كيري!! اعتذارك قد يُقنع البسطاء. أمّا نحن فلا تنطلي علينا ألاعيبك.كشفت نفسك بتصريحك المذكور. والرئاسة القادمة في الولايات المتّحدة لا تستاهلها أنت ولن تطولها. زلّتك لا تزول ولا تغتفر!

 كلّ جهود إسرائيل في سبيل السلام تنكرها مرّة واحدة يا سيّد كيري؟ من مثلك يعرف جهود رئيس حكومتنا بنيامين نيتانياهو المضنية في سبيل السلام؟ لا ينام الليل المسكين. يقضيه مسهّدا يفكّر في طريقة لتحقيق السلام. لكنّ الفلسطينيّين، كما تعرف طبعا، لا يريدون السلام. لا يريدون الاعتراف بإسرائيل دولة يهوديّة. هل هناك عدوان أكبر من هذا؟ عنادهم هذا لا يعود عليهم بغير الشرّ والوبال. بعد فترة غير طويلة سوف ينظرون في الخريطة فلا يجدون لفلسطين أثرا. تضيع الضفة ، كما ضاع الكثير غيرها، ولا يبقى من فلسطين التاريخيّة غير "البؤرة" الغزويّة محاطة بسياج الأعداء والأصدقاء!

هذا هو الحلّ النهائي الذي تريدون؟ فليكن. أنتم طبختم وأنتم تأكلون!!