أمي ومسيرتي الشعرية

محمد عبد الستار طكو

أمي الحبيبة ومسيرتي الشعرية :

في صغري كان أهلي يرفضون رفضاً قاطعاً كتابة الشعر . لأسباب عديدة .

والدتي التي كانت تعلم أني أكتب بشكل دائم وأنا في المرحلة الإعدادية والثانوية كانت كثيراً ما تهددني بحرق ما أكتب إلا أنها لم تفعل ذلك يوماً . 

في سنة 2005 عندما كنت أدرس  في جامعة حلب دُعيت إلى أصبوحة شعرية لفرع الاتحاد العام النسائي في أريحا وكانت الأصبوحة بالتعاون مع المركز الثقافي في أريحا .

ذهبت إلى المركز الثقافي لاستفسر عن الأصبوحة فأعطوني ست بطاقات دعوة . وكانت المرة الأولى التي أحظى فيها ببطاقة دعوة تحمل اسمي . إلا أني بعد خروجي من المركز الثقافي أصابني بعض الذهول والحيرة فلمن سأعطي البطاقات وخاصة أنها أصبوحة وأنا من قرية مصيبين و أغلب أهلها ليس لديهم هذه الميول والاهتمامات. 

فكرت ملياً وأنا في طريق عودتي إلى البيت . 

وصلت البيت سلمت على والدتي التي كانت في المطبخ أعطيتها كل البطاقات ضاحكاً بلا أي كلمة . 

ودار ما دار من حديث بيننا إلى أن اقتنعت بالذهاب .

في يوم الأصبوحة ذهبنا والدتي وأنا  وهناك كان معظم الحضور نسائياً .

وكان حينها يقاسمني  الأصبوحة  الشاعر حمزة صلاحو ( من أريحا نفسها ) 

والدتي الحبيبة التي جلست بعد أن رحبّوا بها بحفاوة وبدأت تسمع شعري بشكل مباشر لأول مرة في حياتي . وترى على وجوه الحضور إكبارهم وإعجابهم بي . 

بدأت ملامح السرور تظهر على وجهها الملائكي . حتى بعد الأصبوحة وقد جلسنا والكل يقول له : هذا ابنك ما شاء الله ..  الله يحميه ويحفظه ,.......

وبعد ذلك عدنا أدراجنا إلى البيت ومن يومها وأمي تجمع أوراقي المبعثرة وما إن يأتينا ضيوف حتى تقول :هذا ما يكتبه ابني ... وتقرأ لهم ما تحب هي .

ولعل أكثر ما كان يعجبها ما أكتبه لها .

ومع كل هذا وقبل كل شيء فهي التي ما بحرت تدعو لي منذ طفولتي : الله يحلي ريقك ويكثر صديقك .

ولعلي إن أفلحت فبتوفيق الله ورضاها ودعائها وإن أخفقت فبتقصيري أنا وحدي 

والحمد لله على كل حال 

كل عامٍ وأنت والدتي وأمي الحبيبة وأنت النبع الذي أنهل منه 

كل عام وأنت الوجه الذي ما زلت والله يعلم أني أخجل من النظر إليه وأخشى هيبته

وسوم: العدد 714