أين ذهبتْ تلك المشاعر؟!

يحيى بشير حاج يحيى

يحيى بشير حاج يحيى

[email protected]

أمام هذا القتل الممنهج ، والتدمير المتعمد ، والتجويع والترويع المخطط له ، الذي يلقاه الشعب السوري ؟ والذي لم يعد خافياً على أحد ! وبدا جلياً خلال ثلاث سنوات ،وكان مستتراً في الأربعين سنة التي خلت ؟

هل ردة الفعل عما جرى ويجري تتناسب مع حجم المأساة ،وفظاعة الممارسات ؟

أيام زمان - ورحم الله تلك الأيام - كنا كما قال أحمد شوقي :

قدقضى الله أن يؤلفنا الجر       حُ وأن نلتقي على أشجانِهْ 

كلماأنّٓ بالعراق جريحٌ           لمس الشرقُ جنبٓه في عُمانه !!

-أذكر أننا لم نحتفل بالعيد في الخمسينيات لأن كبير أسرتنا يومذاك قال لرجال الأسرة : كيف نُعٓيّد وأهل لبنان من المسلمين في محنة ؟

- كانت دور السينما مصدراً من مصادر الترويح والتثقيف ، وكانت إدارات المدارس تجمع التلاميذ لرؤية الأفلام التاريخية والوطنية ! ففي فيلم جميلة بوحريد وحرب التحرير الجزائرية في الستينيات خرج التلاميذ في شبه مظاهرة يلعنون فرنسا ،وقد أثرت فيهم المشاهد ، وهي تمثيل لاأكثر ؟

- وفي السبعينيات لم يجد الطلاب في حلب وقد وصلت الأنباء عن الاعتداء الصهيوني بادئاً بمصر إلا أن يصبواغضبهم على القنصلية البريطانية تعبيراً عن إدانتهم للعدوان ؟

فأين الغضب الشعبي العربي والإسلامي مما يتعرض له الشعب السوري في كل يوم وفي كل ساعة ؟ وأدوات العدوان واضحة ، ومعاونوه ظاهرون ؟

وأين تلك المشاعر : عربية وإسلامية وإنسانية ؟

أجدني مردداً مع أبي البقاء الرندي ،وهو يعتب أويوبخ الساهين والغافين

أعندكم نبأُ عن أهل أندلسٍ             فقد سرى بحديث القوم ركبانُ ؟!

كم يستغيث بنا المستٓضعفون وهم       قتلى وأسرى فما يهتزِّ إنسانُ !!؟

*** فلانامت أعين الجبناء ياأبا البقاء ، وصد ق فيهم قولك ، وفي من هم على غفلتهم :

لمثل هذا يذوبُ القلبُ من كمدٍ           إنْ كان في القلب إسلامٌ وإيمانُ ؟!