همسات القمر 201

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*أمشي بجسد يدبّ على الأرض وفكر متحرر من قيود الزمان يتنقل في الماضي البعيد .. فيمن مرّ هنا، فيمن عبر، فيمن رسم خطاه أثرا تلو أثر ..

 فيمن أطلق ضحكة مدوّية لا زال صداها بتنقل عبر الزمن.. فيمن ذرف دمعة بعثتها  يد المحن ..

فيهم، فينا، في مشاعر تبعدنا وأخرى تُدنينا ..

هنا كانوا، هنا صرنا.. ولا زلنا، بعضنا هناك، وبعضنا هنا، وبعضنا يعلل النفس بقادم يفك القيد والعنا..

في كتاب الغيب حروف.. لا زالت متخفية تنتظر يدا تفتح الغلاف، وفي النفس أمانٍ تتحدى صحراء الجفاف..

ويبقى السؤال الحائر يتردد بعنفوان.. كيف ستكون لوحتنا القادمة حين يُكشف ستارها.. أجميلة تضج بالحياة.. أم باهتة كئيبة غابت عنها الألوان؟!

*أن ألقي الكلمة الطيبة .. لا يعني أن أنتظر صداها يتردد بعفوية وجمال ..

قد تجد أرضا خصبة فتنمو وتفور

وقد تقع في أرض جدباء، فتضمحل وتبور..

أيّا كان ، لا بد تصنع سعادة معطيها، ما دامت صادقة ندية مرتبطة بحبل باريها..

ففي لوح السماء.. شهادة لا تزول

وفي جنتها.. شمس سعادة لا تعرف الأفول!

*هل تموت الأحلام؟ إن كان كذلك، من الذي يجرؤ على تكفينها وطمس معالمها التي كانت تضجّ بالحياة؟ من الذي يمشي في جنازتها ويشيّعها إلى مثواها الأخير؟ من صاحب القلب القوي الذي يحفر لها رمسها ويهيل فوقها التراب؟ من يملك أن يذرف عليها دموع قلبه ويسلك دونها درب الإياب؟!! من ومن من ... أسئلة تتردد ولا إجابة غير:  الأحلام تحيا ما دام في صاحبها نبض يدق برعشة الحياة..

*ما إن تلامس روحنا بحر الحياة وتصيب منه بللا، حتى تشعر بيده الصارمة تسحبها بلا رحمة لتستقر في قعره تتصارع وداخله بما تقوى وما لا تقوى ..

تتلفت حولها  حائرة واجفة بحثا عن سترة نجاة.. 

قد تجدها في روح صديقة، روح محبة، روح إنسانية رحبة .. وقد تجد نفسها في القاع بلا منقذ ولا دليل ..

أين الشواطئ وأين همسات أمانها الدافئة؟

وسوم: العدد 766