همسات القمر 203

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*يحتبس الحرف في قمقم المشاعر المتأججة

يضطرب، يحترق، يستحيل رمادا.. 

تضيع بقاياه على أرصفة النسيان، وتبقى ذكراه محفورة في زاوية الكتمان

*مهما طال صمتنا

ومهما تظاهرنا بجلَدنا وقوة تحمّلنا

ومهما أظهرنا بطولات تقف دونها لحظات انهيارنا مرتبكة حائرة

ومهما تبرأنا من اللحظات الخائرة

نبقى نحن نحن، بشر، بضعفنا، واحتياجنا، بأشواقنا، وأحلامنا، بتقلبات أحوالنا

 ومآلنا ..  وإن أظهرت القشور ما بدا لها، تبقى البواطن تنفث بعض جمر نابها!

في حمأة الصراع

أفكار تدغدغ المشاعر، وأخرى تترك القلب ما بين رجفة وارتعاش!

*فشلنا في امتحان الإنسانية ونحن نبدد الوقت بأسف هزيل وحرف فارغ عليل

خسرنا أنفسنا ولا زلنا نحسبنا من أهل الحياة!

*في الصفحة الأولى وهج لحرف، وفي الصفحة الأخيرة نقاط تائهة ما عادت تدري أخاوية هي الأفكار أم أن حبرا نازفا قد جف!

وفي المنتصف.. شيء من صراع، إما إلى شاطئ نجاة، وإما إلى مهوى من ضياع!

*يسرقنا الخيال من أنفسنا، ليضعنا في قبضة وهم ويغرقنا في بركة من سراب الأحلام!

*يد واحدة تتحكم بنا ونساق كما القطيع

نقبّلها، نسبّح بحمدها، نطرب مسامعها بألحان ثورة الربيع!

يا لبؤسنا، لا زلنا من كلمة نتعثر، ومن أخرى نضيع!

وتكثر الخيبات..

لا بأس، لا زال في المتسع نقرة من معول وضربة من فأس!

*بنات أفكاري يحترفن الإزعاج ويفتحن للفوضى مصاريع الأبواب

يبدأن على استحياء ثم تعلو أصواتهن في شجار لا يبدو متناسبا ومظهرهن البريء الأنيق

أحاول إدارة النزاع بكل ما أوتيت من رفض العنف وقسوة الخلاف، أخرج من محاولتي برأس يكاد ينفجر ونفس ترتجف قرب نافذة دهشة وسؤال

يأخذ منهن التعب نصيبه، يترامين بنظرات تشي بلا جدوى، وشيء من لوم صارخ وعتاب!

متى تنضج هاته البنات، لأجد بعض راحة تجلب سلاما، وتقشع عتمة وكثير ضباب!

وسوم: العدد 769