همسات القمر 207

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*أضغاث أفكار تترك النفس في مهب ريح اضطراب وتشتيت

أين المفر؟ إلى واقع ما عادت تستبين دروب حقيقته من الأوهام

أم إلى خيال يمد حبالا واهية من لذيذ الأحلام؟

ما بين الواقع الخيال، أمل مبتسم، وصوت هادئ يهدهد الصبر بترنيمة حب وسلام

*حلم تدثّر بالرمال

تمر به ريح مارقة تعرّيه وتلقيه في متاهات التشرد والحرمان

يمشي بلا هدف أو دليل.. يواصل الليل بالنهار ولا يدرك أبقي فيه شيء من عزم أم أنه رهن  نوم  ثقيل

أيها الحلم البائس، أممعن أنت في الهروب من واقع يرفضك، أم أن نبضا  في داخلك  ينبي بأمل سيدركك؟

*بعض الأمور أقرؤها على ضوء شمس ساطعة  تشعل حوارا لاهبا في داخلي..

وحين أعجز عن إخماد هذا الحوار.. أكف عن القراءة وأكتفي بالتحديق في الأفق البعيد

*أتضيع المشاعر في صخب الحياة وزخمها؟

أتعشش عناكب اليأس في زواياها المهجورة ناسجة خيوطا من شجن؟

من يبقى منها ومن يرتحل؟ من يموت ومن يعيش؟

من الذي يقف مرتجفا في زاوية الإهمال ومن الذي يتعثر بفوضة الثرثرات الخائبة ومن الذي يدفن نفسه بين ركام التمتمات الباهتة؟

من لها ، ويا لها كم بها وكم لها !

*في عالم المستحيل الجميل ..تفرّ النفس إلى خيال يتحدّى المحال، تتسلق جدار الأمل، ترسل همساتها مندّاة بدمع المقل

تنتظر على حافة مهتزّة ما بين ثبات وانهيار

بين دفتيّ النفس حكاية شمعة متوهجة، أيبقى نورها يضيء حروف الصفحة الأخيرة؟

*ليتنا نحسن الظن بغيرنا كما نتمنى أن يحسنوا ظنهم بنا

ليس كل ما نراه هو الحقيقة، وليس كل ما تقرأ عيوننا تتقن فهمه على وجهه الصحيح

كثيرا ما تكون الحقيقة مغلفة بقشور خادعة، فلا يدرك كنهها إلا من يغوص في أعماقها بعقل نير وقلب شفيف ونية صافية

ما أجمل، أن نقرأ غيرنا بتمهّل ورويّة، ما أجمل أن نمنح سطور نفسهم حقها من الفهم والتدبر، ما أجمل أن نضع نقاط حروفهم في مكانها الصحيح..

وما أجملنا حين نخيّب الشيطان ونغدو عند حسن ظن ربنا بنا

وسوم: العدد 774