همسات القمر 206

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

* على شاطئ خيالي الممتد، أسير حافية القدمين، أبعثر حبات الرمل، أخطّ عليها حروفا قليلة أعلم أنها ستكون وجبة شهية لمدّ البحر..

تستيقظ المشاعر من غفوتها، تبعث عبر الأفق البعيد أمنيتها.. تلوّح بكف الرجاء وتلتحم بقوة في صادق دعاء

*تبحث الحروف عن دثارها المفقود بين سطور الجليد الخاوية..

ترتجف، تصطك أسنان خيبتها.. تتصلب صنما ثلجيا منتظرة دفء مشاعر حانية!

*خلف جدار الصمت، بوح يتكئ على أفكار ممعنة في الهروب من واقعها  أيحطّمه، أم يجعله الساتر لأحاديثه المتسللة كلص هارب من قبضة عدالة هلامية مبهمة؟     

*ما وراء حجب العقل، قلب متمرّد يؤجج ثورة ويعلن العصيان بثرثرة وهذيان..

لا زال في كل مرة يُقمع فيها، يعود معاندا فما يزداد إلا ضياعا وتيها..

ما بين بوصلة العقل وعنفوان القلب..حيرة متربّعة على وجع، وأنين يحفر قبره في تراب السراب!

*أبحث عنه ويبحث عني .. ولا زلت وإياه نقبع بين حروف التسويف وأدوات التمنّي

يشبهني وأشبهه، وإن كنت لا أبصر معالمه أو أدركه

أمطارد هنا، مختبئ هناك؟

أمتحصّن بسَكينته أم غارق في حمأة صراع وعراك؟

لربما أسير وإياه على ضفتي نهر لا يجمعنا سوى الحلم والخيال..

ولربما يوما، نتقاسم زاد فرح على بساط غاية ومنال

من يدري؟

أهوى حريّتي

طير أنا يجوب المدى، فكرا وروحا

ويبقى الجسد مكبّلا يعاني صراع الحواجز والحدود..

شيء ما يجعل صوت تغريدي يبدو حزينا خافتا، أو لعلها  حنجرتي تضيق بحروف طائشة تتصارع في رحلة الخروج

رغم اللحن الحزين، تصاحبني كظلي بسمة رضا تربت على الروح الهائمة وتلقي بظلالها في القلب المرتعش

في النفس حلم وأمنية، وفي رياض الغيب ما يبلسم أوضار الطريق ..

نهاية وغاية، وترنيمة فرح لا بد يوما تسدل ستار الحكاية

وسوم: العدد 773