قالها بحسرة حين جاء الرحيل

قالها بحسرة حين جاء الرحيل

جاءكم الموت يا شعبي الاصيل

ودق جرس التناحر وعلا العويل

فلا المآذن بعد الآن  يسمع لها نداء

ولا  للجهاد صوت ولا للخيل صهيل

ولا للكنائس جرس يدق  للصلاة ليلا       

ولا لدم المسيح ذكر في التراتيل

جاؤكم هؤلاء الدخلاء البغاة الغزاة

وباعوا كل الارض للمحتل الدخيل

وتربعوا والغزاة على عرش العراق

فرحين بقوتهم وحلمهم الزائف الهزيل

قتلوا اشرف الرجال ويا له من قتيل

كان عظيما يحتضن في قلبه الفقراء 

وفي قلبه حب العراق ليس له مثيل

كل يوم يقبل بغداد ودجلة والفرات

وكل يوم يقبل الاطفال ويقبل النخيل

نزعوا عنه قميص عثمان وخفية

والبسوه قميص يوسف بدمه بديل

ليخفوا جريمتهم الكبرى عن اهله

وعن الناس وعن اخوته وام القتيل  

لقد قبل الصخر الاسود في الكعبة

وانتم قبلتم صخرة الشيطان حزقيل

ودخلتم بغداد زحفا خلف الغزاة 

وقبلتم احذية اليهود فبئس التقبيل

كانت بغداد قبل خيانتكم جميله حرة    

ووجهها ابيض وردائها كان ضليل

وهوائها انقى من نسيم الازهار               

يشفي من كان به مرض و عليل

واليوم قطعتم مياه الله عن خلقه

وقتلتم كل شيء حي حتى النخيل

اذا كان هذا فعلكم وفعل مراجعكم

فتبا لقوم باعوا تاريخ العراق الطويل

وسوم: العدد 790