أبا الفقراء... طال غيابك

أحمد عبد الجبار

يناديك القلب فيرجِّع صدى ندائه جنباته الفارغة إلا من ذكراك الدافئة ....

أغمض الجفون وأستحضر صورة بسمتك المشرقة وضحكتك البريئة وأمد يدي لأعانقك فلا أجد إلا الفراغ .....

من للأيتام من بعدك؟

من للفقراء؟

من للنازحين؟

من للأسر المتعففة؟

من للمرضى؟

خطفوك منا ... غيبوك عنا ... ويريدون تشويه سمعتك الناصعة وسيرتك العطرة لكن هيهات!!

أياديك البيضاء على الفقراء والمساكين ستدك صروح أكاذيبهم الواهية، وتزيل غشاوة بهتانهم عن العيون التي تبحث عن الحقيقة، ومن تحرى الحق هُدي إليه.

هامتك الشامخة قزّمت سجانيك وأزالت عنهم ورقة التوت التي طالما تستّروا بها ... فنحن اليوم نعيش في بلد القطب الواحد، قطب يدين بالولاء لفقيه معصوم من وراء البحار!  قطب لا يستحي أن يتباهى بقتل الأبرياء الثائرين على الظلم!  قطب يملي على لبنان إرادات وليه الغريب و"نقطة على السطر".

سجنوك لأنك رمز للخير والشهامة والحنان والحرية، أخرج الله غيظ قلوبهم فكانوا هم سجناء صدورهم السوداء وعقولهم العفنة.  لكن أقول لك ما قاله حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم إذ كان مع صاحبه في الغار: "لا تحزن إن الله معنا".

لا تحزن إن الحق يعلو ولا يعلى عليه ...

لا تحزن إن الله مظهرك على من ظلمك وبغى عليك ...

لا تحزن إن جولة الباطل ساعة وجولة الحق إلى قيام الساعة ....

لا تحزن إن أشد الساعات حلكة هي تلك التي تسبق مباشرة انبلاج الفجر ....

أخي أنت حر وراء السدود *** أخي أنت حر بتلك القيود

إذا كنت بالله مستعصما *** فماذا يضيرك كيد العبيد

لا تحزن فكلنا اليوم الشيخ عمر الحمصي ...لبيك يا عمر ... ونقطة عالسطر