متى تكف أيها السوداوي ؟ إلى : إميل سيروان

ابتعدي عني

أنا هناك،

لأحب زهور الموتى

والسفر في الأساطير

كأي كائن حزين،

أقرأ دوري عن صمت

لأن المشهد لا يشبهك

وأنت هنا،

حوار بين قناعين،

جسد يعلوه جسد

ومرآة تعكس المسرحية

***

لا تسيئي فهمي

لأني لا أحبك

أخبرتك آخر فصل

أن الخريف لا يغادرني

يحين في كل حين،

من يحمله عني

وكل وجه ترتدين،

له صفة رمادية

***

أكلما حاورت عزلتي

ينتابني أنا الكئيب،

متى أحتمل الاندهاش من المألوف ؟

وما المغزى من الفوضى ؟

قد تعتاد صخرة على جمودها

أما الحركة، فرفض المعنى للاعتيادية

***

يأسي معي

أنفض خطاه

يطارد خطاي،

والليل بدخلي قديم

قبل ميلاد الجريمة

يناديني من جوف ليلي

متى تكف أيها السوداوي ؟

عن محاصرة الأشياء

وتستريح من عقدة وضوح يديك

وتلقي عنك الهوية

***

وكباقي السطحي

تمارس الفراغ

بكل ما أتيت من اليومي

تتباهى،

تحاول الصوري،

تقلد،

ترتدي قناعا،

تخون،

لا تحب سواك،

تمشي وقاحة،

تشاهد التلفاز،

تصفق للمادي،

تبيعك لمن،

تظن أنك،

تتابع أخبار النجوم،

تستهلك التفاهة،

تعتاد الآخرين فيك،

تضحك بأعلى صخبك،

وتلغي الخصوصية

رويدا رويدا

بجرعات ودية

وسوم: العدد 892