قصة البراميل

طريف يوسف آغا

[email protected]

هَذِهِ هيَ قِصَّةُ بَراميلِ الدَجّالْ

سَنَرويها لأجيالٍ مِنْ بَعدِ أجيالْ

قالوا لهُ احذَر، فلِلقَتلِ أحكامٌ

الكيماوي حرامٌ ولكنَّ غيرَهُ حَلالْ

بَراميلُ الموتِ مَسموحٌ بها

وكذلِكَ الذبحُ والحرقُ عليكَ زَلالْ

نَعَمْ حَكَّمناكَ بشعبِ سوريَةْ لِتَقهَرَهُ

ولِتُغرقَهُ بالهمِّ والغَمِّ والفَقرِ والاذلالْ

ولِتَجعَلَ مِنْ حَياتِهِ مُسَلسَلَ رُعبٍ

ولِتَملأَ بهِ السُجونَ وتُحكِمِ الأغلالْ

سَلَّطناكَ عليهِ لِتَقودَهُ بالحديدِ والنارِ

جَعلناكَ أنتَ وأُسرَتِكَ عَليهِ وَبالْ

وجَعَلنا مَصيرَهُ مُرتَبِطٌ بِمَصيرِكَ

جَعَلنا زَوالَكَ يَعني لهُ الزَوالْ

ثُمَّ حَولناها حَرباً أهليةً لِنُنجيكَ

ودَعمناكَ بالسِلاحِ ودَعمناكَ بالمالْ

ولكنْ نُناشِدُكَ القَتلَ حَسبَ القَوانينِ

لانُريدُ إحراجاً ومَلامَةً ولاقيلٍ وقالْ

ولانُريدُ أنْ نَخسَرَكَ فأنتَ لاتُعَوَّضْ

ومَنْ لايَفهَمَها مازالَ أسيرُ الخيالْ

***

رَدَّ شَعبُ سوريَةْ وقالَ: أفهَمُها

ولهذا فلنْ أتوقفَ عَنِ القِتالْ

نَعَمْ جَعَلتُموها طائِفِيَةً ودُوَلِيَةً ولَكِنْ

رُبَّما حانَ الوَقتُ لِقَطفِ كُلِّ الغِلالْ

نَعَمِ استَعدَيتُمُ كُلَّ العالَمِ عَلينا ولَكِنْ

استِسلامُ شَعبِنا ضَربٌ مِنّ المُحالْ

لابالبَراميلِ ولابالكيماويِ سَتُزيلونا

لأسهَلُ مِنْ إزالتِنا إزالَةُ الجِبالْ

حَوّلتُمْ كُلَّ البيوتِ إلى مَقابِرٍ

وحَوّلتُمْ كُلَّ المدنِ إلى أطلالْ

فَوَفِّروا تهديداتِكُمْ ماعادَ مانَخسَرُهُ

ووَفِّروا أكاذيبَكُمْ فَقَد حَفَظناهُ المَوّالْ

لَنْ نَعودَ أبداً مِنْ مُنتَصَفِ الطَريقِ

بِغَيرِ الحُريَّةِ لَنْ تَصلُحَ لَنا حالْ

وبِغَيرِ اقتلاعِ النِظامِ لَنْ نَرضى

مَهما طالَ النَصرُ واستَمَرَ النِزالْ

لَنْ يَحكُمَنا بَعدَ اليَومِ عُمَلاءٌ

لَنْ نُصَّفِقَ بَعدَ اليَومِ لأنذالْ

شَعبنا لأربَعينَ عاماً وهوَ يَملَؤها

لِيَكسِرَها خَلفَ جَلاّديهِ كُلَّ القِلالْ