غَفَتِ الدُنيا

جمعة (الغضب نصرة لحلب)

طريف يوسف آغا

[email protected]

غَفَتِ الدُنيا لِوَهلَةٍ ثمَّ استَفاقَتْ

فإذا بلآكابِرِ رَحَلَتْ والأصاغِرِ سادَتْ

وإذا بالناسِ ماعادوا هُمُ الناسُ

ولاالدُنيا هِيَ الدُنيا كَما كانَتْ

فالجُرذانُ ظَنَّتْ أنَّها أُسودٌ

والقُرودُ مِنْ كُلِّ صَوبٍ تَنادَتْ

ومِنْ قِلَّةِ الخَيلِ شَدّوا على

الكِلابِ سُروجاً والغُربانُ ماجَتْ

حَجافِلُ الفُرسِ عادَتْ بعَماماتٍ سودٍ

عادَتْ إلينا بأحقادٍ بالدَمِ هامَتْ

حُثالَةُ الأقوامِ مَلأتْ غُرَفَ القُصورِ

والكِرامُ افتَرَشَتِ الأرضَ ونامَتْ

قُتِّلَتِ الناسُ وتُرِكَتْ أجسادُهُمْ في العَراءِ

جَوارحُ الأرضِ والسَماءِ عَلَيهِمْ تَوالَتْ

أشلاءُ الضَحايا باتَتْ تُرَحَّلُ بالشاحِناتِ

والوِلدانُ مِنْ هَولِ ماشاهَدَتْ شابَتْ

قَذائِفُ الاجرامِ دَمَّرَتِ البَشَرَ والحجَرَ

والسَكاكينُ بِرقابِ الأطفالِ هامَتْ

مَنْ أخطأهُ القَتلُ، ابتلَعَهُ البَحرُ

ومَنْ نَجا مِنهُما، الثُلوجُ عَليهِ تَهاوَتْ

كُلُّ العالَمِ صَمَّ أذُنَيهِ لَمَّا

سوريَةْ بِشَهامَةِ العالَمِ استَغاثَتْ

لَيسَ لأحَدٍ مَصلَحَةٌ بانقاذِ شَعبِنا

مَصالِحُ الشَرقِ والغَربِ على فَنائِنا تلاقَتْ

ولَكِنَّ سوريَةْ التي ترَكوها تَحتَرقُ لِغايَةٍ

سَتَمتَدُ نارُها لِتَحرقَ مَنْ لَها عادَتْ

طالَما شاءَ المجرِمونَ وطالَما شاءَ اللهُ

مَشيئَةُ اللهِ طالَما بَقِيَتْ، وغَيرُها بادَتْ