لقد أخلفنا موعدك يا شام ..

لقد أخلفنا موعدك يا شام..

أخلفناه بملكنا..

ولن ينفعكِ أن أقول أنا أو نحن أو هم..

"نحن" الذين أخلفنا هذا الشعبَ الموعدَ وكفى

ويصح فينا كثير مما يقول القوالون.

عندما انطلقت شرارة البرق، نحن الذين لم نكن هنا..

كنا هناك..

كنا نتلهى بمص عود القصب أو عود الأراك

كل قطرة دم سفكت أو ستسفك على أرضك يا شام، علينا من إثمها نصيب..

لقد أخلفنا موعدك يا شام..

كنا أهلَ العقوق وإن قلّ في بنيك من قبلُ العقوق..

احتسبي اللهَ فينا يا شام.. واسترجعي

لا تضربي بطنك سخطا وتقولي ليتني كنتُ عقيما..

بل احملي ولدي من جديد..

ستأتي الساعة التي تضطرم فيها نار العشق .

كل الأمهات يبكين أولادهن..

ولكن لا تبكي علينا يا شام

فلم نكن نستحق..

لم يظلمنا الله ، الله لا يظلم أحدا يا شام

ولكن لم نكن نستحق

وهذا كل الذي عرفته..

وأشهد به بين يديك يا أم..

وسأشهد به بين يدي الله غدا..

وسيكون الله وحده هو الحكمَ

وهو الأعلمَ بالتفاصيل..

أما شهادتنا اليوم: فهي أننا لم نكن نستحق ولا تهم كثيرا التفاصيل..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1005