لأجلك لحني ونبضي وفني

خديجة وليد قاسم ( إكليل الغار )

لأجل جمال عينيك المسكونتين بالحنين ... و نبض الأنين ...

لأجل دقات قلب تمرّغ في بساتين الفل و الرياحين

لأجل دمعات شقت طريقها من بين غياهب الوجد والحنين ..

لأجل ثوبك السندسي المعطر بالمسك و الياسمين

لأجل صرخاتك المكتومة والمحبوسة كما صمت البراكين ..

لأجلك أغني .. و في عشقك أردد فني ... و بين يديك الدافئتين أسكب عمري .. وأغمض جفني .. أهيم بشوقي نحو علاك .. و تستكين روحي لنظرة رضاك .. و يبسم ثغري لثغر سناك 

و في بحر شوقي أغمض عيني لأسبح في رونق الخيال وسحر الجمال .. لأبحر في عالم اللا صمت .. لا كبت .. لا قهر ولا ظلم و لا استبداد

أغفو على وسادة من ورودك العذرية الجميلة ... و غطائي ، قلبك الدافئ الذي يحتضن روحي التي تهالكت و تذاوبت شوقا إليك .. أغفو و لسان حالي يترنم بحبك أغنية الخلود ، فمنك أستلهم حداء الصمود

و من ذكرياتك أستمطر أهازيح الجدود ..

لأجلك أسافر .. و لشوق نبضك أهاجر .. و لندائك السرمدي الممزوج بعتاب الوجد أطلق همسي المصابر 

إليك عقدت همتي ... و رفعت عزيمتي .. و أطلقت أشرعتي نحو اللقاء الأبدي الطاهر .. هناك حيث تلتقي العينان في بحر الشوق الهادر .. لترسل العيون المفعمة ببهجة اللقاء أمطار الغيث القادم .. غيث يجتذب القلب نحو القلب .. و في همساتها يتوحد الدرب .. و على دفقاتها يزول و يمحى الصعب ... لتغفو العيون مطبقة على سحرها ورونقها .. مقفلة على لوحتها الختامية التي رسمتها بلحظ العيون و حنين الجفون ..

و هكذا يذوب قلبي الجريح في قلبك الذبيح .. و يلتحم الجسد العليل بالجسد الذي آلمه التنكيل .. عندها و في لحظة انسكاب دمي القاني ليروي ظمأك و عطشك الطويل .. عندها سيصمت لساني بعد تلاشي القلب و فناء الجسد ... ستغني لي أنشودة الوداع الحزين الجميل .. سترفرف روحي سعيدة .. لأنك أنت من سيحضنني بحنانك ،بعدما قدمت تلك الروح عربون محبة و عشق لك 

ستدفئني بعد برد طويل لفني ... و ستغمرني بأنفاسك الندية بعد جفاف أحرقني ... و ستفخر بي و تنتعش من نزف دمي الذي يروي بساتينك .. و تتغذى على جسدي الذي أفنيته من أجلك ..

لأجلك يا وطني أغني ..و لأجلك يا مهجة الفؤاد دمعي و دمي و قلبي وعيني ..

فلتحويني يا وطني .. ولتحضنني بحنانك و لتسعني بدفئك ... و لتفسح لي من أرضك الطاهرة رقعة جميلة أغفو فيها على ساعدك وبين يديك .. لتكون رقدتي الأخيرة في قلبك الحاني ...

لأجلك يا وطني سأرتحل قريرة العين راضية الضمير .. و لأجلي يا وطني تقبل عشقي الأبدي ..

أيا وطني ..ضمني و احتويني ...و بذرات ترابك الغالي غطيني ..