ثم نفنى للخلود

نصنع الأشياء تبقى

ثم نفنى للخلود

تاهت الأقدام عن كبد

الحقيقة في الشرود

تمضي الخلائق في صفوفٍ

نحو مصرعها التليد

والكل يبحث عن أمانٍ

في رؤى الأفق البعيد

خطواتها راحت

تقرّب للنهاية

نغـدو لــدرب

قد علمنا أنه

قدرٌ علينا

منذ ساقتنا البداية

ويزوم صوتٌ

للرياح السافيات

يئن يجلد في الضمائر

ويثور من بين

الجوانح والسرائر

يبدو به صوت النديم

لبرهةٍ أو وحش كاسر

وكأنه شيخٌ حليمٌ

لا تروعه المناظر

يُفضي ويبدي بالحقيقة

في نهايات المطاف

قدرٌ سيأتي

بعد رغدٍ من سمانٍ

أو شِظافٍ من عجاف

وهنا يحل بنا القضاء

وقد بدا يوم الحصاد

على ميعادٍ كي نرى

بين الورى

من جاء حاصد

وعلى هدير الموج

رفرفت النوارس

فوقنا بنشيجها

وقد تراءت

في السما غيماً يحوم

أنّاتها

في كل نفسٍ تكتوي

لهباً يخالج بالهموم

يا أيها المكتوب

في ليل تكحَّل بالسواد

يبثُّ زخات الغيوم

تشدو ترانيم

الأماني والأسى

وعلى مسامعنا

ترددها عسى

أن ندرك

الفُلك الذي

فيه أطواق النجاة

تعلو له الأصداء

في صيحاتها

تئن بكل روحٍ للحياة

تعدو لتدرك

في الخلاص وألف آه

من كل نبض

قد تحشرج منتهاه

وعليه ترتاع

القلوب من العواصف

قلبي وقلبك

قد توجّسا خيفةً

والكل أضحى

في المدى الكل خائف

لا تأسفن

على التقاعس

والتردي بينما

كل الجموع تقدمت

بخطاب آسف

.....

وسوم: العدد 1043