باعونا

جمعة (يد الله مع الجماعة)

طريف يوسف آغا

[email protected]

باعونا بالكيماويْ واليَومَ بالنَوَويْ

ماعادَ عِندَ العالَمِ ضَميرٌ ولاشَهامَةْ

في الأمسِ العِراقُ واليَومَ سـوريَةْ

وفي الدَورِ يَقِفُ باقي النَشامىْ

يَعودُ الفُرسُ إلينا بِعَباءاتٍ ولِـحىً

وبأقواسٍ تَرمي صُدورَنا سِـهاما

وبثاراتِ دَمِ الحُسينِ الذي هُمْ

مَنْ خَذَلوهُ وأغروا بِعُنُقِهِ الحُساما

جَعَلوا مِنْ دَمِ أهلِ البَيتِ حُجَّةً

لَيَحتَلوا بِلادَنا ويُمارِسوا الاجراما

أحرَقوا البِلادَ وأحرَقوا العِبادَ

ومَنْ نَجا جَعَلوهُ يَسكُنُ الخِياما

العالَـمُ يُهادِنُهُمْ لِغايَةٍ في نَفسِهِ وإنْ

ادّعى بالظاهِرِ مُعاداتِهِمْ والخِصاما

عالَـمٌ مُنافِقٌ بِشَرقِهِ وغَربهِ وإنْ

سَـمَحوا لي لَمَنَحتُهُ بالنِفاقِ وِساما

ولكِنَّ هذا شَـعبُ سـوريَةْ أيُّها الجُـبَناءُ

صَنَعَ ثَورَةً صارَتْ في التاريخِ عَلامَةْ

ومَهْما تَكالَبَ عَلَيهِ الكِبارُ والصِغارُ

سَيَعودُ كالفينيقِ لِيُذَكِرَهُمْ بيومِ القِيامَةْ

لا لَنْ نُباعَ في سوقِ النِخاسَةِ مَرَّتينِ

ومَنْ يُراهِنْ بأنَّنا سَنركَعُ، كَفاهُ أوهاما

باعونا واشترونا ولو سألوا عَنّا مافَعَلوا

سَيَذوقُ البائِعُ والشاري طَعمَ النَدامَةْ

فَرِجالُنا هُمْ مَنْ خرَجوا إلى مَيسَلونَ

وسَطَّروا بِدِمائِهِمْ مَلحَمَةً وتَحدّوا اللِئاما

وأطفالُنا هُمْ مَنْ تَعوَّدوا امتِطاءَ الأسودِ

حَتّى مِنْ قَبلِ أنْ يَبلُغوا سِنَّ الفِطامَةْ

إنْ صارَ شَـعبُنا كُلَّهُ (أبا صقّارَ)

فلا نُريدُ أنْ نَسمَعَ مِنْ أحَدٍ مَلامةْ

عَيبٌ عَلينا إنْ صالَحنا أو غَفَرنا

كانَتْ وسَتَبقى مُصالَـحَةُ الغُزاةِ حَراما

وأقولُ للايرانيينَ أنَّ أحلامَهُمْ بسوريَةَ

كَما لو أنَّ لِلشَياطينِ بالجنَّةِ أحلاما

سَـنُخرجُهُمْ مِنْ بِلادِنا كَما أخرَجنا غَيرَهُمْ

فمكانهُمْ مَعَ عُملائِهِمْ في حاوِياتِ القُمامَةْ

وأمّا لِشَعبِ سـورِيَةَ فأقولُ لاتيأسَ ياأخيْ

فَمِثلُكَ ماخُلِقَ إلا ليَقهَرَ البَلايا الجِساما