آحقّا إلتقينا!

لطفي بن إبراهيم حتيرة

لطفي بن إبراهيم حتيرة

[email protected]

كأنّنا إلتقينا

وكأنّ خطانا رسمت على الثرى ومشينا..

وكأنّنا عرفنا دروب القرية وعرفتنا..

كأنّنا إلتقينا

وكأنّنا تحدّثنا عن الحياةّ

وعن الشّعر ولكنّنا ما تناجينا..

وكأنّ الحبّ رفرف بجناحيه حوالينا..

غير أنّه كان يبحث عن عاشقين آخرين و لم يكن رسولا إلينا..

كأنّنا إلتقينا

وكأنّ اللّقيا لغريبين

تلاقيا صدفة على رصيف..

وخريف ومطر يسحّ  في آخر اللّيل فتدانينا..

ثمّ مرّ القطار بينهما فتباعدنا وتناسينا..وتجافينا..

شمال بعيد

جنوب أبعد من قلبينا..

وأعمق غربة من جسدينا..

ومرّ القطار.. والقطار...

ومضى اللّيل والنّهار..

وأشرقت شموس

و غابت أقمار..

ولا صوت ينادي ولا هاتف يرنّ..

لا همسة.. لا بسمة ولا حفيف أشجار..

ولا رعشة وتر

ولا حنين ناي حزين محتار..

كأنّنا إلنقينا

وأنّنا قرأنا التّاريخ كلّه..

لكنّ التاريخ كذب علينا..

ولم يذكرنا ولم يعقّب حتّى من الحواشي سقطنا..

كأنّنا إلتقينا

أنا أحلم..

أنا أشكّ أنّنا تلاقينا

وأنّ العالم تركنا لوحدنا لينام في صمتنا وعلى شفتينا..

أنا أحلم

أنا أزعم أنّنا مررنا من هنا..

وأنّنا وقفنا هاهنا وابتسمنا

وعلى التراب قلوبا رسمنا..

وأنّ الفجر أشرق علينا

وخضّب بالحنّاء يدينا

وأخصب وأورق في راحتينا..

كأنّنا إلتقينا

أنا لا أدري؟..

و لم أعد أدري؟..

آحقّا إلتقينا..