مراسي القحط

لطفي بن إبراهيم حتيرة

مراسي القحط

لطفي بن إبراهيم حتيرة

[email protected]

مرافيء الحبّ تتعدّد,

مواني العري تتجدّد,

مراسي القحط تزداد وتتزايد..

تبيع الرّيح,

تبيعك الأمواج,

تشتري السحاب,

وتشرب الضّباب..

لتشتريك الأصنام والأنصاب..

أشتهي عينا..

أشتهي صدرا..

فأجد البلاد تعجّ بالعاهرات..

تعرض في المغازات..

وعلى الطرقات..

وأجد الشيطان في كلّ الشرفات..

في عيون العاريات..

وفي نظرات الصغيرات..

وعلى مرايا السيّارات..

فوق سطوح المنازل,

وتحت النجوم الزاهرات..

وأجد الصباح..

أعمى وحوله الصبايا نائحات..

يندبن موت السندباد..

أركب المتاهات..

أمتطي وهج الظهيرة..

أشرعة كاسفات..

شواطيء البلاد,

جفون ذابلات..

أحصنة المغول,

ومخالب التتاروالبايات..

يتبرّجن,

تبرّج السائحات..

ويشربن,

دموع العاشقات..

قرطاج

تتعرّى..

تفتح ساقيها للرّيح..

قرطاج

تمدّ يديها,

لتحلب من نهديها..

لتسقي العريس الجديد..

قرطاج تتعثّر,

قرطاج تتبعثر,

تسقط,

في حفرة ..

تغرق,

في بركة..

تشرب

عرق السنوات,

وتسافر مع الرّيح والعاهرات..