لماذا ياوطن

نشوان عزيز عمانوئيل

لماذا ياوطن

نشوان عزيز عمانوئيل /ستوكهولم

[email protected]

لماذا ياوطن تبصق علينا حين نقبلك

لماذا تلعن كل الذين يحبوك

دائما يحكمك الرعاع والشياطين

اه منك ياوطن

اه منك وانت تلفظ انفاسنا

وتلفظنا كعظام نتنة

اه

وانت تدوس ايامنا وتدوس علينا

كم اقتربنا منك وفرقتنا...

نلملمك وتشتت شتاتنا

اه

 والفساد ينخر عظامك المملؤة دما

اه.

وكراسيك اللعينة محنطة فيك

اه 

وعبواتك الناسفة تنسف كل شيء جميل

ايامنا واحلامنا

والليل والنخيل

كم احببناك وكرهتنا

صار كل زقاق فيك قنبلة موقوتة

اوعبوة تنسف الحياة والطفولة

انت ياوطن تشطب كل شيء

تشطب ذكرياتنا المنسية

ازقتنا الممزقة وطوابع البريد

هوياتنا المزيفة

اوراقنا المنسية

تنسف الطحين والخبز

والبطاقة التموينية

كيف نترجم

وكيف نقيس

وقد ابكيت الله .. وابليس

اهكذا تعلن افلاسك

في العالم

رخاء وحرية

لماذا ياوطن

لماذا وحده الشقاء فيك

وفي البلدان العربية

في البلدان العربية

ربيع عربي

وخريف وشتاء

وعقول محنطة بالظلام

خطواتها الى الوراء

كلام كثير قد قيل عنك

من صعاليك

وشعراء

قل لي بربك ياوطن

متى تنزع رداء الشقاء

اين ماء وجهك

اين الحياء

لماذا صرت في اسفل القائمة

في الفساد والشقاء

لماذا كل الذين تركوك

ومزقوا هوياتك الكثيرة

واللعينة 

وانسلخوا من طائفيتك

واحزابك الغارقة بالفساد والدم

ومسمياتك وجنسياتك واوراق سفرك اللامتناهية

لماذا هؤلاء عاشوا حياة جديدة

ملؤها الامل والرجاء

لماذا

لماذا نشم رائحة الحياة

فقط

 خلف حدودك

وخلف اسوارك

بعد ان شبعنا من روائح الموت

في احياءك المهجورة

في شوارع الموت

 وبلد المليون مفرزة

اه ياوطني

بالامس رميت اوراقك 

بطاقة الهوية

والجنسية

واوراق الحصة التموينية

وجواز سفرك المليء بعلامات الاكس الحمراء

حيث تقف في كل المطارات

غريبا مشبوها

يقتلك الخجل والحياء وانت تقرا عبارة

ارفع راسك

انت عراقي

دعني ياوطني

عليك اقرا السلام

ودعني اعزي الذين سقطوا

من اطفال وشهداء

وملائكة

واندب الراحلين

من علماء واطباء 

وشعراء

وخبراء

وفنانين رسموا ونحتوا حتى على وجه الماء

بيد انني في الليل

وحين يسقط على راسي المساء

وحين تعلن مخدتي انسحابها من راسي

اكاد اسمع اصوات

كانما من البعيد

تراتيل من تحت انقاض الكنائس

اصوات اطفال

ممزوجة بالانين

وانا بين النوم واللانوم

بين الصحو والغفى

يصرخ ادم الطفل خلف الجدران

يصرخ كفى....كفى....كفى

يصرخ من تحت انقاض سيدة النجاة

يصرخ كافي

كافي.... كافي

وانا اراه ياوطن كل يوم

في الاوراق

تحت القوافي

في اسراب الحمام المهاجرة صوب اللامكان

اراه في القدم التي تحتها عبوة لاصقة

في ناظور القناص الذي يشوه وجه امراة اشورية

اراه تحت ايادي الخاطفين والملثمين بقناع ابليس

في مسدساتهم الصامتة التي تكتم انفاس الحياة