طفولتنا تستغيث !!

طفولتنا تستغيث !!

بنعيسى احسينات /المغرب

[email protected]

( قصيدة نثرية عبارة عن رسالة مفتوحة إلى الآباء والأمهات، وإلى المجتمع المدني والسياسي، وإلى الدولة بمؤسساتها، وإلى كل أفراد المجتمع في العالم الإسلامي، بما في ذلك العالم العربي والمغرب الكبير. )

طفولتنا تستغيث من وحوش آدمية، منا وإلينا!!

طفولتنا تستنجد.. يا للعار.. بنا وبتدخلاتنا !!

أولادنا بناتنا.. فلذات أكبادنا..

تمشي على الأرض أمامنا..

هم ثمار جوارحنا وبهجة قلوبنا..

هم ريحانة أحاسيسنا وقرة أعيننا..

هم فرحة عمرنا وعماد ظهورنا..

هم الحياة في وجودنا وامتدادنا..

فكيف نتركهم يعبث المرضى بهم فينا..

فلا الدموع ترحمهم من قبضة الناقمينا..

ولا الصراخ  يشفع لهم عند الغاصبينا..

من الشواذ وفاقدي حس الإنسانية بيننا..

بالتحرش، بالاغتصاب، بالقتل عدوانا..

لما لا نقتدي نحن بني البشر بالحيوان..

في غرائزها الاجتماعية بالاستحسان..

فغرائز البشر شر على حياة الإنسان..

الحيوانات يعتنين بصغارها بكل حنان..

يعيشون مطمئنين بين القطيع بكل أمان..

الكبار منهم  تحمي الصغار بحب واطمئنان..

تدافع عنها ليل نهار من شر أي عدوان..

لما لا نقتدي نحن البشر بقوانينها الطبيعية..

فسلوكها أرقى وأسمى، بلا شذوذ، بلا ضغينة..

بلا انتقام، بلا حسد، بلا غدر، بلا كراهية..

لا تعرف الاغتصاب والغدر والانتقام بالمرة..

ليتنا كيفنا في سلوكنا قوانينها الاجتماعية..

ليتنا كنا حيوانات بغرائزها السليمة الصارمة..

في الجنس، في التضامن، في المعاشرة الندية..

هل رأيتم أو سمعتم بزنا  المحارم عند الحيوان؟؟

هل رأيتم أو سمعتم باغتصاب الأنثى عند الحيوان ؟؟

هل رأيتم أو سمعتم باغتصاب الأطفال عند الحيوان؟؟

فما أحوج الإنسان اليوم إلى الاقتداء بسلوك الحيوان !!

فما أحوج الإنسان إلى أن يرقى إلى مستوى الحيوان !!

في العناية بالصغار واحترام الأنثى وندية الأقران..

فما دام الكبت والجهل والتعصب يسري في الوجدان..

فالعنف والرذيلة والاغتصاب تبقى علامة الحرمان..

فلابد من التصدي لهذه الأمراض قبل فوات الأوان..

بالتنديد بالتحسيس، بالعدل بمحاربة الصمت والكتمان..

فلا مكان اليوم لمجتمع خارج القانون وحقوق الإنسان..

فزنا المحارم تفوح رائحتها في أغلب مجتمعاتنا..

واغتصاب الأطفال الأبرياء في بيوت الله وفي بيوتنا..

وصيادو الكنوز من الدجالين لم ينج منهم محظوظ أطفالنا..

يقدمون "الزهريين"1 منهم لحراس الكنوز هدايا وقربانا..

وشرعت الفاحشة في لانترنيت والتحرش عن بعد بفتياتنا..

والسياحة الجنسية للأطفال والقاصرات تغزو أشهر مدننا..

برعاية ومباركة ذوي المال الحرام والنفوذ المستباح عندنا..

والعنف والتحرش يطول في البيوت والشوارع نسائنا..

والاختطاف والاغتصاب والقتل نصيب أبنائنا وبناتنا..

فكل مغتصب لأبنائنا وبناتنا لا يستحق أبدا الحياة بيننا..

رغم ظروفه القاسية.. ففعله لا يستوجب الرحمة منا..

بل لا يستحق أن يكون إنسانا و حتى حيوانا مؤتمنا..

فعقوبة السجن في حقه ولو بالمؤبد لا ولن تكفينا..

وحتى عقوبة الإعدام في حقه لا ولن تشفي غليلنا..

نريد خصيه قبل سجنه أمام الملإ، لإنصاف أطفالنا..

حتى يكون عبرة لمن يعتبر، وتسري أخباره بيننا..

فعند فقدان رجولته بالمرة، إذاك يتحقق إنصافنا..

وسيفكر الجاني ألف مرة فيما ينتظره من قصاصنا..

فمزيدا من اليقظة والتحسيس، لحماية أبنائنا وبناتنا.

               

. "الزهريون" هم أطفال ذوي علامات خاصة؛ بكف يديهم خطوط متصلة من جهة، ولون العينين متميزة من جهة ثانية، وعلامات أخرى يعرفها المشعوذ والدجال، الذي يستعمل هؤلاء الأطفال في استخراج الكنوز حسب اعتقادهم، ويقدمونهم قرابين لحراس الكنوز من الجن والعفاريت.